شن الجيش الفرنسي الاحد غارات جوية كثيفة على منطقة كيدال شمال مالي،حسب ما جاء على موقع فرنسا 24 حيث تعد كيدال اخر معاقل الاسلاميين المسلحين قرب الحدود مع الجزائر، غداة زيارة الرئيس فرنسوا هولاند الذي لقي استقبالا حارا. ودان الرئيس الفرنسي الذي قال عنه الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري انه "شقيق كل الماليين وصديق افريقيا الحميم"، بشدة "هجمية" الاسلاميين المسلحين خلال زيارته الرمزية الى تمبتكو التي عانت من انتهاكات الاسلاميين المتطرفين. وطمأن هولاند الماليين بان فرنسا "لم تنه بعد مهمتها" ازاء "الارهابيين" مؤكدا ان الجنود الفرنسيين سيظلون الى جانب الماليين وسيتجهون الى "الشمال لانهاء هذه العملية" واستعادة وحدة الاراضي المالية. من جانبه اعرب وزير الخارجية المالي تيمان هوبير كوليبالي في حديث نشرته الاحد صحيفة "جورنال دو ديمانش" عن الامل في استمرار العملية العسكرية الفرنسية "لا سيما ان البعد الجوي هام جدا" في "مواجهة مقاتلين محنكين يجب تدمير ترسانتهم". وفي حين استعادت تلك القوات اثنين من كبرى مدن شمال مالي، غاو وتمبكتو تقريبا من دون معارك، من المجموعات الاسلامية المسلحة التي كانت تحتلها منذ اشهر، يبدو الوضع اكثر تعقيدا "شمال" كيدال وفي جبال افوقاس. واعلن الناطق باسم قيادة اركان الجيوش الفرنسية الكولونيل تيري بوركار ان القوات الفرنسية شنت "غارات جوية كثيرة" هناك تحديدا. واوضح ان عمليات القصف على شمال كيدال بمنطقة تيساليت التي تبعد سبعين كلم عن الجزائر استهدفت "مستودعات لوجستية ومراكز تدريب" المقاتلين الاسلاميين الموالين لتنظيم القاعدة بعد ثلاثة اسابيع من بداية التدخل العسكري الفرنسي. وكانت كيدال التي تبعد 1500 كلم على باماكو في اقصى شمال شرق مالي، قرب الحدود الجزائرية، معقل حركة انصار الدين، احدى الحركات الاسلامية التي ارتكبت تجاوزات في شمال البلاد. لكنها قبل وصول الجنود الفرنسيين ليل 29 الى 30 يناير الذين سيطروا على مطارها، انتقلت تحت سيطرة حركة ازواد الاسلامية المنشقة عن انصار الدين والحركة الوطنية لتحرير ازواد واكدت الحركتان دعمهما لفرنسا لكنهما طالبتا بعدم نشر جنود ماليين او افارقة في كيدال مهد حركات تمرد الطوارق ضد حكم باماكو خشية وقوع تجاوزات بحق العرب والطوارق. وتحدثت منظمات غير حكومية عن مثل تلك التجاوزات بحق هاتين المجموعتين في وسط وشمال مالي كما دعا فرنسوا هولاند والرئيس ديونكوندا ترواري السبت جنودهما الى التصرف بشكل "مثالي". ووصلت تعزيزات فرنسية السبت جوا الى كيدال، على ما افاد بعض السكان وبدا جنود تشاديون ينتشرين في المدينة. وافادت شهادات عدد من السكان ان الجنود الفرنسيين والتشاديين قاموا بدوريات في شوارع كيدال لاول مرة السبت، حتى ان بعضهم رأوا جنودا تشاديين يتسوقون في احد اسواق المدينة. ورجح بعض الشهود ان يكون عديد القوات التشادية نحو 150. وابدى السكان هناك تحفظا وقال موظف سابق في بلدية كيدال في اتصال هاتفي مع فرانس برس "اننا لا نعلم ما الذي قد يحدث، اننا لا نريد حربا هنا". ورجح خبراء ان يكون معظم قيادي الحركات الاسلامية ومقاتليهم لجأوا الى المناطق الجبلية الشاسعة وكهوف منطقة كيدال. ومن بينهم الجزائري ابو زيد، احد قيادي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي واياد اغ غالي قائد انصار الدين وهو من الطوارق الماليين سابقا خلال التسعينيات متحدر من كيدال ويعرف المنطقة جيدا. واعلنت حركة تحرير ازواد السبت ان مقاتليها "اشتبكوا" الجمعة مع وحدة اسلاميين في منطقة تيساليت ما اسفر عن "اسر العديد من المقاتلين الاسلاميين". وترجح باريس ان تكون منطقة كيدال المكان الذي يحتجز فيه الرهائن الفرنسيين السبعة في الساحل. وتحدث الرئيس هولاند عنهم السبت باختصار وقال ان "على الخاطفين ان يدركوا ان الوقت حان لتحرير الرهائن" مضيفا ان القوات الفرنسية في مالي باتت "قريبة جدا" من الرهائن. وفي تمبكتو خلفت صيحات "يحيا النسور" لتحية فوز فريق مالي لكرة القدم على فريق جنوب افريقيا في كاس الامم الافريقية، صيحات "تحيا فرنسا" التي قوبل بها الرئيس الفرنسي قبل ذلك بقليل. واعيد التيار الكهربائي قبل المباراة بقليل كي يتمكن السكان من مشاهدتها واستؤنف تشغيل شبكة الهاتف النقال صباح الاحد بعد انقطاعه منذ 27 يناير الماضي ر