كشفت، مصادر مطلعة، أن قادة الجماعات المسلحة في مالي يتحصنون في جبال مدينة كيدال، تحسبا للحرب مع القوات الفرنسية التي تشير المعطيات الميدانية إلى أنها لم تنطلق لحد الساعة بالنظر إلى دخول القوات الفرنسية للمدن التي كان يحتلها الجهاديون دون أي مقاومة تذكر، مؤكدة أن منطقة كيدال صعبة جدا وتشبه إلى حد كبير منطقة ”تورا بورا” في أفغانستان، ومن غير المستبعد أن تكون الجماعات الإرهابية تحتجز الرهائن هناك، لأنها من أكثر المناطق أمنا. قالت مصادر ”الفجر” في مالي، إن الجماعات الإرهابية التي انسحبت من المدن التي كانت تسيطر عليها قبل تقدم القوات الفرنسية والمالية يتحصن عدد كبير منها في جبال كيدال، على اعتبار أن الأخيرة من أكثر المناطق أمنا لهم نظرا لصعوبة تضاريسها التي يصعب على أقوى الجيوش مهما كانت تجهيزاتها العسكرية التحكم في الوضع، مشيرا في ذات السياق، إلى ما حل بالجيش الأمريكي في مدنية ”تورا بورا” الأفغانية. وأضاف ذات المتحدث، أن قصف المدينة جوا لن يكون مجديا كما أن تقدم القوات البرية الفرنسية أو الإفريقية نحو المدينة سيكون عملية انتحارية من دون شك، لأن الجماعات الإرهابية ستلغم كل الطرق المؤدية إلى المدينة الجبلية. وفي رده عن سؤال حول تواجد الرهائن بعد أن تقدمت فرنسا بشكل ملحوظ نحو شمال مالي وأصبحت تتمركز في قاعدة ”امشيش” على بعد 140 كلم من مدينة برج باجي مختار الحدودية، و50 كلم عن مدينة تساليت، أنه من غير المستبعد أن يكون الرهائن هناك، لأن المدينة آمنة، ولن تغامر الحركة الجهادية بنقلهم حتى وإن تحدثت فرنسا مؤخرا أن المعلومات الأخيرة تشير إلى أن رهائنها على أطراف مدينة كيدال. من جهة أخرى، تحاول الجماعات المسلحة هذه الأيام تسريب أنباء في نفوس السكان حول امتلاكهم أسلحة محضورة دولية قادرة على إبادة المنطقة برمتها ليست القوات الفرنسية والجيوش الإفريقية، حيث تتحدث بعض العناصر في دعايتها المغرضة عن سلاح ”نابالم”، مدعين أنهم حصلوا عليه من مخازن القذافي، في وقت تؤكد مصادر أمنية مطلعة ل ”الفجر”، أن مثل هذا السلاح غير متاح للجميع ولو كان القذافي يملكه لما تواني في استخدامه بالنظر لشخصيته ”الغريبة”، سيما وأنه كان يدرك أنه آيل إلى السقوط لا محالة. وفي سياق متصل، أفادت أنباء قادمة من شمال مالي أن حركة تحرير الأزواد تشن حملة اعتقال في نطاقها لكل العرب الذي أبدوا تعاونا في السابق مع الجماعات الإرهابية، في الوقت الذي شوهدت فيه مروحيات فرنسية تطارد رتلا من السيارات الرباعية الدفع في منطقة إن آسيف 400 كم جنوب برج باجي مختار في نطاق التراب المالي.