صرح مايكل مان الناطق الرسمي لكاترين آشتون مسؤولة العلاقات الخارجية والأمن الاوروبي المشترك، لمراسل ”الفجر” في بروكسل، أن الاتحاد الأوروبي وحسب اتفاق الشراكة الجزائري الأوروبي يتابع على أرض الواقع في الجزائر مجريات التحقيق القضائي الذي فتح في قضية فضائح الرشوة التي تعرفها سوناطراك. وأضاف المتحدث أن الاتحاد الأوروبي وفي كل لقاءات الحوار التي يجريها مع الجزائر بما في ذلك داخل الإطار المؤسساتي المشترك بينها، والتي تولدت من الاتفاق يطرح على الشريك الجزائري قضايا الحكامة الرشيدة، واحترام حقوق الإنسان واستقلال القضاء، وهي مبادئ يريدها الشريك الأوروبي أن تجسد على أرض الواقع. اللقاءات المختلفة والتي تجري بصفة دورية بين الاتحاد الأوروبي والجزائري تطرح فيها في الفترة الأخيرة مسألة الإصلاح القضائي الذي تعاني منه الجزائر، والذي يعتبر من الإصلاحات الأساسية في البناء الديمقراطي وتحسين أداء الاقتصاد الوطني لأن القضاء المستقل يمكن المستثمرين الأوروبيين من المحافظة على مصالحهم ومصالح شركاتهم، وتعتبره أوروبا بأن استقلال القضاء هو الضمان لنشاط اقتصادي سليم كما يؤمن التقليص من التدخل السياسي والإداري في النشاط الاقتصادي. متابعة الاتحاد الأوروبي لكيفية معالجة القضاء الجزائري لفضيحة سوناطراك ستكون له دون شك تأثيرات على الحوارات التي تدور بين الجزائر والشريك الأوروبي، وللتذكير فإن الاتحاد الاوروبي أقال المفوض أوروبي جون دالي لمجرد اكتشاف بأن كان على علم بقضية رشوة و لم يكن مرتشي أو تلقى أي فلس في جيبه. الشريك الأوروبي إذن يتابع عن قرب الكيفية التي ستعالج بها السلطات الجزائرية ما يسمى اليوم بفضيحة سوناطراك، لمعرفة مدى مطابقتها للمبادئ القانونية المعمول به عالميا.