التقى وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، أمس، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، لبحث مستجدات الشأن السوري بعد نجاح كيري في كسب مشاركة المعارضة في مؤتمر روما، واتهام روسيا المتطرفين بعرقلة مسار السلام في سوريا. دعا سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، المعارضة السورية إلى تعيين ممثلين عنها للتفاوض مع النظام في دمشق بغية التوصل إلى حلّ لنزع فتيل الأزمة المستعرة في سوريا منذ سنتين تقريبا، وجاء تصريح لافروف على هامش لقاء جمعه بنظيره الأمريكي جون كيري في العاصمة الألمانية برلين، في إطار جولاته الخارجية للاستماع إلى حلول حول الشأن السوري، وقال لافروف إن موسكو تدعو المعارضة التي ستلتقي ممثلين من عدد من الدول الغربية والإقليمية في روما، إلى الإعلان كذلك أنها مع الحوار، بالمقابل تناقلت مصادر إعلامية نقلا عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين أن البيت الأبيض يدرس إرسال سترات واقية من الرصاص ومركبات مدرعة إلى الثوار في سوريا وربما يقدم لهم تدريبا عسكريا، مما يعد تغييرا في سياسة الولاياتالمتحدة تجاه الصراع الدائر هناك منذ عامين. وفي الأثناء دعت روسيا المعارضة السورية للدخول في محادثات مع النظام وتشكيل فريقها التفاوضي، يتزامن ذلك مع تواصل الجهود الدولية لجمع الأطراف السياسية السورية على طاولة حوار مشتركة، تستمر عمليات التقتيل والتدمير على الأراضي السورية حيث لا تشير المؤشرات الميدانية إلى أن الحرب ستهدأ خاصة بعد الأنباء الواردة من بيروت، التي أشارت إلى حصول المعارضة السورية على أسلحة متطورة بهدف تضييق الهوة في التسلح مع قوات النظام السوري، وتعزيز قيادة عسكرية جديدة للمعارضة تأمل الدول الغربية في أن تتمكن من التصدي للمقاتلين المرتبطين بالقاعدة، حيث نقلت وكالة ”رويترز” عن عدد من قادة المعارضة وصول شحنة أسلحة إلى سوريا عبر تركيا، الشهر الماضي، اشتملت على معدات تحمل على الكتف وعتاد محمول آخر بما في ذلك أسلحة مضادة للطائرات والدروع وقذائف مورتر وقاذفات صاروخية. بالموازاة مع ذلك تستمر الاشتباكات في مدن سورية منها حي السبع بحرات في وسط حلب وفي أحياء المدينة القديمة وقرب القلعة الأثرية ومحيط الجامع الأموي، حس ما كشف عنه المرصد السوري مشيرا إلى أنباء عن اقتحام مقاتلي الكتائب المقاتلة الجامع الأموي إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية بحسب ناشطين من حلب القديمة، وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية ”سانا” ذكرت في وقت سابق أن ”إرهابيين استهدفوا، أمس، بعبوة ناسفة السور الجنوبي للجامع الأموي الكبير بمدينة حلب ما ألحق أضرار به وفي المنطقة المجاورة، كما استمرت الاشتباكات بعنف لليوم الثالث على التوالي في محيط مدرسة الشرطة في خان العسل في ريف حلب الغربي احد آخر معاقل القوات النظامية في المنطقة، من جانبها قصفت القوات النظامية، أول أمس، بلدة تلعرن التي يسيطر عليها مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب أخرى، ما يعيق توجه تعزيزات للقوات النظامية إلى مطار حلب الدولي الذي ضيّق مقاتلو المعارضة الطوق عليه.