ضابط فرنسي سابق يصف إرهابيي مالي بمجاهدي الثورة التحريرية وصف القائد السابق للعمليات الخاصة في الجيش الفرنسي، الجنرال هنري بونسيه، وضع القوات الفرنسية في الميدان المالي وحربها مع الجماعات الإرهابية بأنه شبيه بوضع القوات الفرنسية مع جنود وفدائيي جبهة التحرير الوطني أيام الثورة التحريرية الكبرى، في تشبيه صارخ غير مقبول، وكأن عملية التحرير من الاستعمار إرهاب دفعت الجزائر فاتورته بأكثر من 1.5 مليون شهيد. من جهة أخرى أكد وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، أن ”مجموعات القاعدة في شمال مالي عددها كبير جدا”، وأن ”العمليات العسكرية مع الإرهابيين تجري حاليا على الأرض وجها لوجه، وفي ظروف بالغة الصعوبة”. وقال وزير الدفاع الفرنسي في مقابلة مع إذاعة ”أوروبا 1” من العاصمة باماكو، إن القوات الفرنسية في مالي أنجزت ”قسما كبيرا من العمل”، لكنها لم تنه عملياتها العسكرية في شمال مالي، وأن جنود بلاده يتصدون للمسلحين، وجها لوجه، ”في الوقت الذي نتكلم فيه، تجري عمليات تدخل جديدة في الجبال وتتواصل الدوريات”، مضيفا أنه ما زال هناك جيبان للمقاومة في شمال البلاد كما يتعين ”فرض الأمن” في منطقة غاو. من جهة أخرى أكد ذات المتحدث ”أن القوات الفرنسية اعتقلت مقاتلين مسلحين فرنسيين اثنين في مالي قبض على أحدهما في نوفمبر وسلم الخميس إلى فرنسا، والثاني أوقف مع ”ستة” مقاتلين في جبال إيفوغاس وسيتم تسليمه إلى فرنسا. وحول المعارك الميدانية، والمواجهات بين القوات الفرنسية وحلفائها من جهة والجماعات الإرهابية من جهة أخرى، شبه القائد السابق للعمليات الخاصة في الجيش الفرنسي، الجنرال هنري بونسيه، الجماعات المسلحة في شمال مالي بوحدات جيش التحرير الوطني إبان ثورة التحرير، ”خلال حرب الجزائر كانت الكتائب تتمكن باستمرار من خرق الطوق الذي يفرضه الجيش الفرنسي، وإذا أردنا أن نقضي على وحدات المسلحين في مالي فيجب نشر ما يكفي من الجنود أمامهم ودفع الثمن، إنه عمل يقتضي مدفعية قوية”، وهو تشبيه يعبر عن عقلية استعمارية صرفة، رغم أن المقارنة بين الوضعين غير مقبول من باب المنطق والتاريخ، فالفرق واسع بين مقاومة التحرير من الاستعمار، وإرهاب التخريب والفوضى. وكشفت وزارة الدفاع الفرنسية، في بيان صحفي، أمس عن عودة نحو ثلاثين من العسكريين الفرنسيين، الذين أصيبوا بجراح طفيفة خلال العمليات العسكرية التي تقودها القوات الفرنسية حاليا في مالي، لتلقي العلاج، وأن هؤلاء أصيب بعضهم خلال المعارك الجارية هناك، خاصة في العمليات التي تدور رحاها بمنطقة ”أدرار إيفوغاس” شمال شرق مالي، كما تعرض البعض الآخر إلى ضربة شمس”.