يسود المشهد السياسي الأمني في مالي موجة من التصعيد في أعقاب الضربات المكثفة للقوات الفرنسية على مواقع الجماعات الإرهابية التي لجأت الى اسلوب"العمليات الانتحارية "بعد طردها من اهم معاقلها شمال البلاد فيما تزداد الانقاسامات داخل الجيش المالي بعد هجوم على ثكنة لعسكريين مقربين من الرئيس المالي السباق امادو توماني توري. وبعد الضربات التي تلقتها من طرف الفرنسية المالية و التى افقدتها أهم معاقلها في الشمال في ظرف ثلاثة أسابيع و"بدون اي مقاومة" لجأت الى فتح جبهة جديدة تتمثل في الهجمات المضادة على شكل عمليات انتحارية و زرع الغام. و اسفر هذا التصعيد الامني غير المسبوق منذ التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي في 10 جانفي الماضي عن مقتل اربعة مدنيين ماليين في انفجار لغم لدى مرور دوريتهم بين "دوينتزا" و"غاو" بعد ايام عن مقتل جنديين ماليين في انفجار مماثل على الطريق نفسها. و فجر انتحاري"نفسه بالقرب من مجموعة جنود ماليين بمدنية (غاو) شمال مالي اليوم بعد إ ن وصل الى مكان تواجدهم و هو على متن دراجة نارية وحين اقترب منهم فجر حزامه الناسف" مما خلف مقتله و اصابة احد الجنود بجروح . واعلنت حركة" التوحيد والجهاد في غرب افريقيا"مسؤوليتها عن العملية الانتحارية .و يأتي الهجوم غداة اعلان متحدث باسم الحركة مسؤوليتها عن زرع الغام وشن هجمات على قوافل عسكرية واستخدام انتحاريين في هذه المنطقة. وقال المتحدث ابو وليد صحراوي ان "حركة الوحدة والجهاد في غرب افريقيا مسؤولة عن تفجير سيارتين للجيش المالي بين" غاو" و"هومبوري" (شمال) مؤكدا ان مجموعته "نجحت في ايجاد منطقة نزاع جديدة وشن هجمات على قوافل وارسال انتحاريين". انقسامات حادة في صفوف الجيش تزيد الوضع توترا و بينما يشتد التصعيد الامني في شمال مالي يواجه الجيش النظامي في الجنوب انقسامات عميقة حيث هاجم جنود ماليون اليوم ثكنة لعسكريين مقربين من الرئيس السابق امادوتوماني تواري في باماكو. و قال شهود ومصدر عسكري مالي ان عددا من الاشخاص جرحوا في هجوم على معسكر "القبعات الحمر" المقربين من الرئيس السابق الذي اطيح به في 22 مارس الماضي من طرف جنود من وحدات اخرى في الجيش المالي. و يعود سبب الهجوم الى رفض "القبعات الحمر"مغادرة ثكنتهم في العاصمة للالتحاق بوحدات اخرى لمحاربة الارهابيين في الشمال. وقال يايا بواري وهو عنصر في" القبعات الحمر" موجود في الثكنة التي تعرضت للهجوم " هاجم عسكريون مدججون بالسلاح الثكنة و اطلقوا النار على نسائنا واطفالنا" و هو ما اكده سكان يقيمون قرب المعسكر. في مطلع الاسبوع اعلن الجنرال طاهر دمبلي رئيس الاركان في تصريح للتلفزيون الوطني انه يريد ارسال" القبعات الحمر" لمحاربة المجموعات الارهابية شمال مالي الى جانب القوات الفرنسية. ورغم ان وحدة النخبة هذه لم يتم حلها رسميا اعلن دمبلي انه قرر "اعادة دمج" عناصرها في صفوف الجيش موضحا انه اتصل بقائد القوة الفرنسية في مالي لابلاغه بالامر. واكد المسؤول العسكري المالي ان "شركاءنا ايدوا هذا الامر لانه لا جيش في غياب الانضباط. ويعتبرون حتى اننا تأخرنا لمعالجة هذا الوضع". و كان جنود "القبعات الحمر" قد حاولوا في افريل الماضي استعادة السلطة بعد الانقلاب الذي نفذ اتباع الضابط امادو هايا سانوغو الذين ينتمون الى وحدة "القبعات الخضر" ضد الرئيس توماني توري. و اوقعت المعارك بين الوحدتين حوالى 20 قتيلا. القوات الفرنسية تكثف ضرباتها الجوية و تواصل التقدم و اعلن الناطق باسم رئاسة الاركان الكولونيل الفرنسي تييري بوركاهرد ان "عملية جوية-برية" نفذت ليلا مضيفا ان مظليين فرنسيين في القوات الخاصة نزلوا في مطار "تيساليت". و كان سلاح الجو الفرنسي قد كثف ضرباته الجوية ليلة الخميس ضد أهداف الجماعات لمسلحة في منطقتي "كيدال و"تساليت" بشمال شرق مالي و يواصل ضرباتها شمال شرق مالي و تجري عناصر من القوات البرية مدينة في" تمبكتو" طلعات استطلاعية فى الشمال والشمال الغربي. و في هذه الاثناء سيطر جنود فرنسيون والتشاديون على" اغيلهوك"أقصى شمال شرق مالي /160 كلم شمال /"كيدال" وتقع المنطقة في جبال "ايفوغاس""حيث يختبئ فيها قسم كبير من القادة و المقاتلين الارهابيين حسب خبراء ومصادر امنية. و كانت القوات الفرنسية قد استعادت نهاية الاسبوع الماضي السيطرة على مطار" كيدال"على بعد 1500 كلم من باماكو حيث دخل 1800 جندي تشادي لضمان امن المدينة و بسطت سيطرتها على بلدة "أجلهوك" اخر معاقل الارهابيين.