أكدت مصادر مطلعة من حزب جبهة التحرير الوطني ل ”الفجر”، أن الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، قام بمحاولة من أجل عقد لقاء مع رئيس الجمهورية قصد إقناعه بإمكانية العودة والترشح لرئاسة الأفلان في جلسة الدورة المركزية المقرر استئنافها خصيصا لإنهاء حالة الشغور التي تميز الحزب منذ أكثر من شهرين. المصادر ذاتها قالت ل ”الفجر”، إن رئيس الجمهورية رفض استقبال بلخادم أو عقد لقاء معه بشأن الأفلان، كما لم يفوض أي أحد من مرقبيه أو مستشاريه للاستماع لبلخادم ممثله الشخصي قبل التعديل الحكومي الأخير. واستنادا إلى مصادر حزبية، فإن بلخادم قام بهذه المحاولة بعد اقتراحات من بعض أعضاء المكتب السياسي السابق وأعضاء من اللجنة المركزية، الذين نصحوه بالتقرب من رئيس الجمهورية للعودة إلى الحزب. وتجدر الإشارة، إلى أن الجماعة التي اقترحت عليه هذا الحل جلهم من الأشخاص الذين وضعهم بلخادم خلال ولايته في مناصب هامة، واستفادوا وأقاربهم من عدة امتيازات منها الحصول على مقاعد في البرلمان أو في المجالس الشعبية المنتخبة الولائية والبلدية. وواصلت المصادر القيادية في الحزب العتيد قولها إن السبب وراء تأخير عقد جلسة الدورة المركزية تكون رغبة الأمين العام السابق أحد أسبابها الرئيسية، وهذا لعدة اعتبارات أهمها أن جزءا هاما من أعضاء اللجنة المركزية الذين لا يزالون يتمسكون به حتى الآن يؤيدون هذا التأجيل، الذي يناسبهم إلى غاية ترتيب بيت الأفلان وإعداد الأمور في صالح مرشحهم. ومن بين أهم المواد التي يستعملها الأمين العام السابق للحزب العتيد للعودة إلى الحزب هي إطلاقه للوعود للتكفير على جميع الأخطاء التي ارتكبها في السابق في حق بعض المناضلين، وتجاوز جميع الأمور التي شكلت نقاط نزاع بينه وبين خصومه سواء من جماعة المركزيين أو التقويميين، وهي خطة تقول المصادر ذاتها إنها ترمي إلى إخماد غضب العديد من المناضلين في القاعدة. وأمام هذا وذاك، فإن أعضاء اللجنة المركزية يقودون حملات انتخابية لصالح مرشحين آخرين هما، السيناتور أحمد بوخالفة، فيما يسعى نفر آخر أغلبهم من النواب لتزكية عمار سعيداني في المرحلة القادمة، وهو الانقسام الذي أجل أيضا استئناف أشغال الدورة وتسبب في تعطيلها إلى تاريخ غير معلوم. وفي ظل هذا الصراع واختلاف الرؤى يبقى خيار الاحتكام إلى الصندوق أفضل وسيلة لإخراج أمين عام قادم للحزب، وإنهاء حالة الشغور التي يعيشها الأفلان لأول مرة في تاريخه.