تم التوصل، أمس، إلى اتفاق نهائي بين قبرص وترويكا الجهات الدائنة لإنقاذ قبرص من الإفلاس، بعد مفاوضات مراطونية وشاقة احتضنها مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، كما تستفيد الجزيرة المتوسطية من مساعدة مالية قيمتها 10 مليار أورو. أفاد مصدر أوروبي قريب من المفاوضات أن الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس توصل، أمس، في ختام مفاوضات بروكسل مع ترويكا الجهات الدائنة إلى وضع اتفاق نهائي بشأن خطة جديدة لإنقاذ بلاده من الإفلاس، وقال اناستاسيادس إن نتيجة الاتفاق مرضية للغاية. ولم يتم الكشف بعد عن تفاصيل الاتفاق بين نيقوسيا وترويكا الجهات الدائنة الممثلة في المفوضية الأوروبية، المصرف المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي، غير أن الخطوط العريضة للاتفاق سربتها مصادر أوروبية قبيل انتهاء الاجتماع، ويتعلق الأمر بخطوة إغلاق بنك لايكي ثاني أكبر مصرف في الجزيرة وتجنيب صغار المودعين فيه الذين تقل ودائعهم عن 100 ألف أورو أي خسارة، فيما تتكبد الودائع التي تزيد عن المبلغ المذكور خسائر، إلى جانب فرض ضريبة ضخمة لمرة واحدة تصل نسبتها إلى 40% على كل الودائع التي تزيد عن مئة ألف أورو الموجودة ببنك ”قبرص” الأكبر في البلاد والذي يختزن تقريبا ثلث إجمالي الودائع في الجزيرة وأكثرها لمودعين روس، وحماية صغار المودعين من الخسارة، وعليه تتجنب قبرص غلق البنك كما كانت تطالب بذلك الترويكا لكن مودعيه سيتكبدون خسائر فادحة، كما تم التخلي نهائيا عن فكرة الضريبة الاستثنائية على كل الودائع المصرفية في البلاد التي نص عليها الاتفاق السابق بين أناستاسيادس والترويكا الأسبوع الماضي ورفضها البرلمان القبرصي. من جانبه أعلن يروين ديسلبلويم رئيس مجموعة وزراء مالية دول منطقة الأورو ”أوروغروب” أن الاتفاق الذي تم التوصل، أمس، في بروكسل بين قبرص وترويكا الجهات الدائنة بدد الشكوك حول قبرص ومنطقة الأورو، وأضاف أن قيمة المساعدة المالية التي ستحصل عليها قبرص من الترويكا لإنقاذ الجزيرة المتوسطية من الإفلاس تصل إلى 10 مليار أورو، وأقر وزير المالية الهولندي ورئيس مجموعة الأورو أن الاتفاق الحالي أفضل بكثير من سابقه.