يشهد الشلال فاتن الجوهرة السياحية المنعش ببخاره المتصاعد ومياهه الحارة والحدائق المجاورة له والأكشاك المنتشرة على طول الكورنيش، إقبالا وتدفقا للكثير من العائلات والسياح الوافدين مع نهاية كل أسبوع خلال عطلة الربيع. تتوافد العديد من العائلات من أحياء المدينة السياحية ومن الولايات المجاورة، لاسيما من قسنطينة وسكيكدة وعنابة وعاصمة الولاية ڤالمة، من أجل الترفيه عن النفس في فضاءات الطبيعة الخلابة التي تتوفر عليها المنطقة. كما تعرف الحمامات المعدنية بالمنطقة السياحية حمام دباغ وحمام اولاد علي، إقبالا كبيرا للزائرين للاستحمام الذي يعد سنة حميدة لقاصدي الجوهرة السياحية، نظرا لما تتوفر عليه هذه الحمامات من مزايا طبية ومكونات طبيعية تساعد على الشفاء من العديد من الأمراض، خاصة مرض المفاصل. كما كانت فضاءات الشلال والبرمة والأكشاك المنتشرة على حواف الطريق وحمام خرشيش المعدني ومن جهة منطقة العرائس ذات الأحجار المنتصبة، والتي تروى عنها أساطير وحكايات مثيرة، مقصدا للعديد من العائلات التي فضلت التنزه وتناول وجبات الطعام على خضرة ما جادت به الطبيعة تحت أشعة الشمس الربيعية. في حين اتخذت عائلات أخرى من محيط المدينة منتجعا لها للتمتع بنسمات الربيع، فيما فضل البعض الآخر من الشبان التجمع والرقص على أنغام الزرنة، أوالتجول بواسطة قطار المنتجع للتمتع بالطبيعة. هذا الإقبال لايقتصر على حمام “المسخوطين” وحده، حيث تزخر ولاية ڤالمة بمواقع حموية عديدة تتوزع بمختلف إقليم الولاية، والتي أحصتها الجهات المختصة ب 15 منبعا، منها ما هو مستغل ومنها الذي لايزال كما اكتشف أول مرة بسبب صعوبة المسالك. هذه المنابع الحموية التي تتواجد ضمن فضاءات ومناظر طبيعية خلابة نظرا لأهميتها الإستشفائية والاستجمامية، أصبحت تستقطب اهتمام السكان المحليين والمغتربين والأجانب على حد سواء، على غرار حمام أولاد علي بعد 15 كلم غرب مقر عاصمة الولاية ڤالمة، والذي يتوفر على أربع منابع حموية تصل نسبة تدفقها بين 08 و 25 لتر في الثانية بدرجة حرارة تصل إلى 57 درجة مئوية، يوجد بها مركبان معدنيان في غاية الروعة، وهما مركبي البركة وبوشهرين المعدنيين، مع حمام قديم تابع للبلدية. تحتوي مياه حمام أولاد علي العديد من المكونات المعدنية من بينها البكربونات، الكالسيوم، الصوديوم، المغنزيوم والبوتاسيوم، والتي تدخل في علاج أمراض المفاصل والأعصاب وأمراض التنفس والجلد وأمراض الأذن والأنف والحنجرة. أشهر عازف على آلة الزرنة العود بن دريس بڤالمة ما إن يحل الربيع السياحي والثقافي بالجوهرة السياحية بحمام دباغ بڤالمة، حتي تجد العود بن دريس يعزف علي آلة الزرنة ومرافقه الضارب على الطبل أوالبندير، وسط أمواج بشرية، من الشلال العجيب إلى منطقة العرائس الأسطورية. ويعد “بلهاين إسماعيل”، المدعو العود بن ادريس، من أشهر العازفين علي آلة الزرنة بمنطقة ڤالمة والجهات المجاورة لها، تعلم علي يديه الكثير من العازفين، يقال أنه لا يكتمل الفرح أوالعرس إلا إذا حضر العود ابن ادريس وفرقته، حتي كاد يكون واحدا من شروط الزواج بالمنطقة وطيلة موسم الربيع الزاهي، رفقة رفيقه الذي يضرب على الطبل، وعلى أنغام زرنة العود بن إدريس المتميزة والرائعة وذات الأنغام الجميلة ورفيقه الطبال جبيحة، رقصت على أنغامه الجميلة الحرائر والفتيات والشبان ممن قدموا إلى الجوهرة السياحية للاستحمام، والاستجمام والاسترخاء والترفيه، وأحبوا أنغام زرنته وهو يتحرك ذهابا وإيابا ببرنوسه الأبيض وسط الفضاءات السياحية. وقد أدخل العود ابن إدريس بأنغام زرنته المتنوعة والضاربة في عمق تقاليد الشعب الجزائري، البهجة والفرحة والسرور علي المتواجدين بالمنطقة السياحية. هذا العازف الذي لا تفارقه الابتسامة يقتات من عرق جبينه ومن العمل في النشاط الفلاحي وتربية المواشي.