أعلنت سلطات ميانمار، أمس، تشكيل لجنة طوارئ لمواجهة العنف الطائفي المستفحل في البلاد والذي راح ضحيته أزيد من أربعين شخصا خلال الشهر الجاري. وذكرت صحيفة ”نيو لايت أوف ميانمار” أنه ”تم تشكيل لجنة الطوارئ من تسعة أعضاء يرأسهما وزير الداخلية كوكو والمستشار الرئاسي أنوغ مين نائبا لرئيس اللجنة”. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس ثين سين ”أمر بمنع التحريض في مختلف أنحاء البلاد لفضح المحرضين الرئيسيين على الشغب واتخاذ إجراءات ضدهم”. وكان الرئيس ثين سين، قد تعهد باستخدام القوة لوقف الاشتباكات بين البوذيين والمسلمين التي اندلعت في منطقة / ميكتيلا / في مدينة / ماندلاي / ثاني أكبر المدن في ميانمار في ال 20 مارس الجاري، ثم امتدت إلى مناطق أخرى في وسط ميانمار، وفي منطقة / باغو / الجنوبية مما دفع السلطات إلى فرض حظر تجوال على 15 بلدة. وخلفت أعمال العنف الأخيرة في ميانمار 43 قتيلا و86 جريحا وأزيد من 11 ألف مشرد والقبض على 68 شخصا فيما دمر 1355 منزلا ومحلا حسب وزارة الخارجية. وقد اندلعت الاشتباكات بين بوذيين ومسلمين بسبب شجار في متجر للذهب في بلدة ”ميكتيلا” في مقاطعة ماندالاي حيث يشكل المسلمون 30 بالمئة من السكان وتحول الشجار إلى عنف فوضوي وانتشر في بلدات في مناطق أخرى. وأوضحت وزارة الداخلية في ميانمار أن أكثر من 9000 شخص يقيمون حاليا في ملاجئ مؤقتة. وتعتبر أعمال العنف هذه هي الأسوأ منذ الاشتباكات الدامية التي اندلعت بين مسلمي الروهينغا والبوذيين غربي البلاد العام الماضي والتي أدت إلى مقتل 180 شخص على الأقل وتشريد 11 ألف آخرين وإحراق عشرات القرى التى كان يسكنها مسلمو الروهينغا. وشملت أعمال العنف إحراق مئات مساجد وتدمير منازل وممتلكات للمسلمين في وسط ميانمار. ويشكل المسلمون أقلية سكانية في ميانمار تبلغ نسبتها 5 في المئة فقط من بين 60 مليون نسمة أغلبهم من البوذيين. وحذرت الأممالمتحدة من انتشار العنف الطائفي في أنحاء ميانمار إن لم تتعامل الحكومة بشكل فعال مع الاشتباكات التى وقعت في ميكتيلا.