ارتفعت حصيلة أعمال العنف الطائفي التي وقعت في وسط بورما إلى 40 قتيلا بعد اكتشاف 8 جثث في حطام إحدى المدن التي تضررت من أعمال العنف. ودعت حكومة بورما في خطاب متلفز أمس إلى وضع حد للتطرف الديني محذرة من فشل عملية الإصلاح في البلاد. وتذكر أعمال العنف الطائفي التي شهدتها بورما خلال الأيام الماضية بالتحدي الذي يشكله التوتر بين المسلمين والبوذيين للحكومة في مسعاها إلى إصلاح البلاد بعد عقود من الحكم العسكري الحديدي انتهى منذ عامين. وقتل وأصيب العشرات في صدامات طائفية استمرت ليومين في بورما بين البوذيين والمسلمين، أعلنت السلطات على إثرها حالة الطوارئ في ثلاث مدن في وسط البلاد، من بينها منطقة ميكيتيلا. وواجهت الحكومة ضغوطا دولية شديدة إزاء هذه التطورات. وتعتبر أعمال العنف هذه هي الأسوأ منذ الاشتباكات الدامية التي اندلعت بين مسلمي الروهينغا والبوذيين غربي بورما العام الماضي، وأدت إلى مقتل 180 شخصا على الأقل، وتشريد 11 ألف آخرين، وإحراق عشرات القرى، التي كان يسكنها مسلمو الروهينغا. وقد سادت حالة من الهدوء مدينة ميكتيلا بعد انتشار الجيش وإعلان حالة الطوارئ. وشملت أعمال العنف إحراق مئات مساجد وتدمير منازل وممتلكات للمسلمين في وسط بورما. وفي مدينة يامنثين تعرض مسجد و50 منزلا للمسلمين للحرق. من جانب آخر، نصحت الولاياتالمتحدة أمس الثلاثاء رعاياها بتجنب التوجه إلى منطقة ماندالاي البورمية وبعض إحياء رانغون بسبب أعمال العنف الطائفية الدامية التي وقعت في الأيام الماضية كما أعلنت سفارتها على موقعها الالكتروني. وأوضحت السفارة الأميركية في رانغون أن أعمال العنف بين البوذيين والمسلمين في ميكتيلا بمنطقة ماندالاي تسببت "بتأجيج المشاعر لدى عدة أطراف" ونصحت الرعايا الأميركيين بتجنب التوجه إلى تلك المنطقة وكذلك إلى بعض إحياء العاصمة السابقة. ويشكل المسلمون أقلية سكانية في بورما تبلغ نسبتها 5 في المائة فقط من بين 60 مليون نسمة أغلبهم من البوذيين. وحذرت الأممالمتحدة من انتشار العنف الطائفي في أنحاء بورما إن لم تتعامل الحكومة بشكل فعال مع الاشتباكات التي وقعت في ميكتيلا.