أكدت موسكو فشل الأممالمتحدة في تحقيق أي تقدم بخصوص التحقيقات التي تجريها في سوريا بشأن استخدام الأطراف المتنازعة للأسلحة الكيميائية، وطالبتها بضرورة الحياد والموضوعية في علاج الأزمات، في الوقت الذي جدّد فيه الأسد تمسكه بمواقفه في معالجة الصراع الداخلي منتقدا دور الجامعة العربية. ترى موسكو أن سكرتارية الأممالمتحدة تبنت موقفا غير بناء في قضية الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي في سوريا، حيث قالت وزارة الخارجية الروسية أن سكرتارية الأممالمتحدة وتحت ضغط بعض الدول تتبنى موقفا غير بناء وغير ثابت، وتُفشل عمليا التحقيق في معلومات محددة لا يزال التحقق منها ممكنا حول الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي في سوريا في 19 مارس، وقالت موسكو إن على أمانة الأممالمتحدة العمل بموقف الحياد والموضوعية في معالجة الأزمات والخلافات. من جهته فنّد بشار الأسد أول أمس بظهوره في مقابلة تلفزيونية على قناة “أولوصال” وصحيفة “أيدنليك” التركيتين كل الشائعات التي تداولتها بعض وسائل الإعلام عن اغتياله على يد حارسه الشخصي، مؤكدا أنه لا يعيش لا في بارجة روسية ولا داخل إيران بل لا يزال على الأراضي الدمشقية. ودافع الأسد في حواره عن مواقفه وعن الدور الشرعي لسوريا في الجامعة العربية التي حادت عن مبادئها بتجميدها عضويتها ومنحها الائتلاف السوري مقعد دمشق في الجامعة. كما جدد الرئيس السوري اتهاماته لتركيا معبرا عن استيائه من مواقف وتصريحات رئيس وزرائها أردوغان التي قال عنها أنها لم تحمل كلمة صدق واحدة. كما أشار الأسد إلى أن ما تعيشه سوريا لم يكن يوما صراعا محليا بل هو صراع خارجي للقوى العالمية الكبرى التي تهدف إلى إعادة رسم الخريطة الإقليمية، نافيا دعم دول مجموعة “بريكس” لسوريا. وبخصوص مسألة الأكراد قال الأسد إنه منذ بداية التحرك داخل تركيا نقف إلى جانب الموقف الداعم لأي حل بين الأكراد والأتراك لأن الأكراد جزء طبيعي من نسيج المنطقة. على صعيد آخر كشفت مصادر روسية أن سفن إنزال تابعة لأسطول المحيط الهادئ الروسي تدخل إلى ميناء طرطوس الشهر الداخل، فيما تتوجه مجموعة من السفن الحربية الروسية إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث صرح مصدر بسلاح البحرية الروسي، أمس، أن سفينتي الإنزال الكبيرتين “الأميرال نيفيلسكي” و”بيريسفيت” ستدخلان خلال النصف الثاني من ماي المقبل إلى ميناء طرطوس السوري، حيث تتواجد نقطة الدعم المادي التقني للأسطول البحري الحربي الروسي، وأضاف المصدر إن مجموعة من سفن أسطول المحيط الهادئ وعلى رأسها سفينة “الأميرال بانتيلييف” المضادة للغواصات ستقوم بتنفيذ عدد من المهام التدريبية القتالية في البحر الأبيض المتوسط ضمن مجموعة تابعة لسلاح البحرية الروسي، كما ستنقل سفينتا الإنزال الكبيرتان “الأميرال نيفيسلكسي” و”بيريسفيت” شحنا دون الكشف عن محتواها إلى ميناء طرطوس السوري في النصف الثاني من الشهر القادم. وفيما يخص الصراع الحدودي بين سوريا والدول المجاورة تحاول السلطات الأردنية السيطرة على تدفق اللاجئين السوريين في ظل تحذيرات دولية من وصول عددهم في هذا البلد إلى مليون و200 ألف مع نهاية العام الحالي، حيث نجحت القيادة الأردنية طيلة عامين من الأزمة في الحفاظ على موقفها السياسي المتزن الذي يخدم المصالح الوطنية الهاشمية، ورغم تزايد أعداد اللاجئين السوريين أبقت الأردن على إصرارها الرسمي والشعبي على إبقاء الحدود مفتوحة أمام إخوانهم السوريين الفارين من لهيب الحرب.