احتضن ركح سيدي بلعابس الجهوي عملا مسرحيا جديدا قدمته جمعية “بصمة الوئام” لمدينة عين الدفلى، وبإخراج من محمد هلالي، حمل عنوان “مدرسة الآباء” التي كتب نصّها الفرنسي جون آنوي، وقامت الفرقة بترجمتها، حيث كان عرضا مميزا عولج من خلاله موضوع جدّ حساس يتعلق بطابو الحب وكيفية النظر إليه في المجتمع الجزائري. بإشراف عام من أحمد ملاحي، قدم المخرج محمد هلالي “مدرسة الآباء”، أول أمس، فوق خشبة المسرح الجهوي لبلعباس ضمن تظاهرة المسرح المحترف في دورته السابعة، التي استطاع من خلالها التطرق إلى قضية مهمة تنتشر في ربوع الجزائر، وهي موضوع الحب بين الشباب، حيث كسر بهذا العمل الفرنسي الأصل طابو الحب الذي يعدّ قضية مثيرة كطابو الجنس وجدّ حساسة لا يتم التطرق إليها بشكل وحرّ خال من الحواجز والتقاليد التي تحكم مجتمعنا، لاسيما في الأسر الجزائرية المحافظة، والواقع يثبت ذلك حيث لا يجرؤ المرء أن يتناول الموضوع بكل تفاصيله وحيثياته، فالطابع الغالب هو تجنب الحديث عنه إلا في بعض الأحيان. وفي هذه المسرحية التي كانت مميزة جدا باعتبار ما حملته من مشاهد ولقطات كسرت خلالها جملة من”العقليات“، حيث دارت أطوار المسرحية حول قصة حب بين فارس وفتاة بنت أحد الملوك اسمها “سيسيل”، لكن نتيجة للأعراف والتقاليد لم يستطع الحب أن يجد طريقه سواء بين الفتاة والفتى أو بين الأب “اورولا” وخادمة أحد أشراف القوم، فالوالد يلعب دورا غامضا إذ يجسد دورين في آن واحد، الوالد المحافظ والعاشق الولهان للفتاة “أرامنت”، إلى أن تتعقد الأمور عندما تتلاقى واجباته مع رغباته، غير أنّ التضحية وانعكاس الحب ومكانته في الأسرة على وجه الخصوص، مثلما عرض، سمح بالتفكير في طرق مختلفة يمكن اعتبارها “وجهة نظر”.