يعدّ الشاب شيدوح الطيب من الوجوه المسرحية التي بدأ نجمها يسطع في سماء أبي الفنون، زادته مشاركته في مسلسل ''الوهم'' تألّقا أكثر، ''المساء'' التقت به وتحدّثت معه في عدد من المسائل المسرحية والمستقبلية. - من يكون شيدوح الطيب؟ * شاب ككلّ شباب سكيكدة، يهوى المسرح إلى النخاع، من مواليد 1972 بعاصمة روسيكادا، وتعلّقت بالمسرح منذ صغري. - من هذا المنطلق، هل لك أن تحدّثنا عن بدايتك المسرحية؟ * طبعا كانت بدايتي المسرحية في سنة 1994 كممثل في فرقة الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، حيث اكتشفت لأوّل مرة ركح المسرح والجمهور، وبعدها انتقلت إلى المعهد البلدي للفنون بداية من سنة 1998 إلى غاية ,2001 وقد كانت مرحلة جدّ مهمة في حياة شاب مثلي، يسعى كي يتعلّم أبجديات المسرح، وفعلا كان لي ما أردت في مجال المعرفة المسرحية بوجه عام، ليتم بعدها بمعية شباب مسرحي تأسيس جمعية الصرخة للمسرح. - لماذا سعيتم لتأسيس هذه الجمعية، سيما وأنّكم ما زلتم في بداية الطريق؟ * صحيح، لكن رأينا أنّ تأسيس جمعية تهتم بالمسرح، سيمكّننا من تفجير موهبتنا ومن ثم ترقية العمل المسرحي الهادف، وكذا إيجاد إطار يسمح لنا بالمشاركة - دون إقصاء- في كلّ المهرجانات والمسابقات الوطنية بغرض الاحتكاك والتعلّم وكسب المزيد من المعارف المسرحية التي تساهم في ترقية عملنا المسرحي الابداعي، زيادة إلى هذا، توفير موارد مالية سواء لتسيير الجمعية أو لضمان مورد لأعضاء الفرقة على أساس أنّهم بطالون.. - وهل تحقّقت أمنيتك في هذا؟ * طبعا، لقد شاركت في العديد من الأعمال المسرحية، حيث أدّيت دورا في ملحمة ''20 أوت ,''55 كما شاركت كممثل في مسرحيات ''علاء الدين والمصباح السّحري''، ''عام لحبل'' و''ثورة بلحرش''.. للمسرح الجهوي لمدينة سكيكدة، إضافة إلى مشاركتي في العديد من السكاتشات بإذاعة سكيكدة، وفي مسلسل ''الوهم'' للمخرج عبد الرزاق هلال، وأيضا في شريط وثائقي حول هجومات 20 أوت 55 للمخرج عصماني. - وماذا عن مشاريعك الخاصة؟ * لي مشاريع لمسرح الكبار، منها التحضير لعمل مسرحي للكاتب عزيز نسّي. - كيف تنظر إلى التمثيل المسرحي؟ * التمثيل المسرحي فن يهدف إلى تربية، توعية، توجيه وإصلاح ما اعوجّ من فروع الفساد في المجتمع، فهو مدرسة من خلالها يحاول الفنان المسرحي الملتزم -أقول- ''الملتزم'' إيجاد -عن طريق النقد البنّاء الذي تجتمع فيه الفكاهة بالمأساة والملهاة- حلول لمشاكل المجتمع بما فيها مشاكل الشباب، وجعلها في إطارها الصحيح.. ثم إنّ التمثيل المسرحي نوع من أنواع التمرّد عن التقاليد البالية والسلوكات السيئة، وثورة في وجه الإنحراف والفساد، وصيحة في وجه الظلم، وابتسامة في وجه البائس المهموم... - ما هي أهم أعمالك المسرحية؟ * في رصيدي ورصيد الجمعية، العديد من الأعمال المسرحية منها مسرحية ''رسالة حب''، ''الطّرب يدور'' ومنولوج ''مدني ولد المنسي'' و''أندوّرها راب'' وكذا ''نماذج لا تصدأ''. - كيف تقيّم الحركة المسرحية بسكيكدة؟ * لقد عرفت الحركة المسرحية في الفترة الأخيرة قفزة نوعية وحركية لم تشهدها من قبل، والفضل في كل هذا يعود للمسرح الجهوي الذي أعطى نفسا جديدا للحركة المسرحية بالولاية، على الرغم من أنّ الإشكال الوحيد الذي يبقى مطروحا هو قضية ترسيم الفنانين كمسرحيين محترفين، بالخصوص أولئك الذين سبق لهم وأن كانوا النواة الأولى لتأسيس فرقة المسرح الجهوي لسكيكدة، أمّا الإشكال الثاني الذي يواجه هذا الفن، هو افتقار سكيكدة لمدرسة متخصّصة في التكوين المسرحي سواء في التمثيل أو الإخراج أو فن السينوغرافيا. - ما هي أهم الشخصيات المسرحية التي كان لها فضل بروزك كفنان مسرحي؟ * هم كثيرون، لكن سأذكر البعض منهم سواء كانوا كتّابا أو مخرجين أو حتى ممثلين ومسرحيين، من أمثال: محمد لحبيب، لحسن بوبريوة والممثلة القديرة صونيا التي افتقدها المسرح الجهوي لسكيكدة بعد أن استقر بها المقام مؤخّرا بعاصمة بونة، وكذا عبد الرحمن زعبوبي في السينوغرافيا وسليمان الحابس في التعبير الجسماني. - كلمة أخيرة. * أشكر من أعماق القلب، يومية ''المساء'' التي أتاحت لي هذه الفرصة الطيبة التي تنم عن اهتمامها بالمواهب الشابة ومرافقتهم في عالمهم الإبداعي، فنحن الشباب نبقى دائما بحاجة إلى مثل هذه الإلتفاتات، فشكرا لكلّ القائمين عليها.