أنهى، أمس، أساتذة وأطباء وموظفو مختلف القطاعات من تربية، صحة، تعليم عالي وأعوان إدارة وأسلاك مشتركة إضرابهم في أسبوعه الثاني عبر 23 ولاية في الجنوب والهضاب العليا، بتصعيد في لهجة الوعيد بعد أن كشفت قيادات نقابية عن نيتها التنسيق وطنيا ومحليا لإمكانية تنظيم وقفة احتجاجية ضخمة دعما للإضراب. بناء على تصريحات المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”السناباست” مزيان مريان، فقد عرفت ”النسبة العامة للإضراب في هذا اليوم ارتفاعا طفيفا مقارنة مع اليوم الأول والثاني، وهو أمر معهود في وتيرة مثل هذه الإضرابات حيث بلغت 76،77 % في مختلف القطاعات”، مؤكدا أنه ”في التعليم الثانوي بمفرده تجاوزت نسبة الاستجابة في يومها الثالث 78 % عبر ثلاثة وعشرين ولاية معنيّة، وهذا رغم دخول بعض الأطراف المأمورة على الخط والتي حاولت تكسير وتمييع هذا الإضراب والتي أفتت بالأمس القريب بتجريمه وتحريمه”. أكد مزيان ”أنّ يقظة الأساتذة والموظفين وتفطنهم للمؤامرة أجهض محاولاتهم هذه، ومضوا في حركتهم الاحتجاجية التي باشروها منذ نهاية شهر فيفري المنصرم، وكلهم عزم وإرادة على مواصلة وتصعيد حركتهم الاحتجاجية في الأسابيع الموالية”. ويأتي هذا على حد قول مزيان في بيان، استلمت ”الفجر” نسخة منه، أمام ”التجاهل والنكران المتعمّد لمطالب 200 ألف أستاذ وعامل من طرف السلطات العمومية التي تحترف سياسة الهروب للأمام غير مبالية بعواقب وسلبيات هذا الاحتقان المفتعل”، مضيفا ”لكن وفي هذه المرة شرعية المطلب التي جعلت الموظفون المعنيون يلتفون حوله، جعلتهم أيضا صامدون ومتضامنون وبشكل غير مسبوق رافعين بذلك التحدي من أجل إفتكاك حقهم المسلوب والمشروع بقوة القانون”. وفي المقابل، عرف اليوم الأخير من إضراب الثلاثة أيام المتجدد أسبوعيا عقد الجمعيات العامة للأساتذة والموظفين المعنيين لتحديد طبيعة التصعيد خلال الأسبوع المقبل، والتي ستتفق عليها تنسيقيات نقابات الوظيفة العمومية المتبنيّة لهذا الاضراب عبر الولايات المعنيّة التي تنضم نقابات الثانوي والتعليم العالي وممارسي الصحة ومستخدمي الإدارة العمومية. وأكد مزيان حول الاحتجاجات المقبلة أنه ”يجري التنسيق بين قيادات هذه النقابات وطنيا ومحليا لإمكانية تنظيم وقفة احتجاجية ضخمة دعما للإضراب، يشارك فيها الموظفون المعنيون من مناطق الجنوب والهضاب العليا المعنيّة والإطارات النقابية لهذه النقابات الولائية والوطنية منها وذلك بالجزائر العاصمة، أمام مقر رئاسة الجمهورية أو مقر الحكومة للضغط على السلطة من أجل الاستجابة لمطلبهم المشترك المتمثل في حقهم المسلوب منذ سنوات”.