احتجاجات عارمة تعرفها عدة قطاعات من الوظيف العمومي منذ بداية جانفي الجاري مست التربية والبريد والصحة والتكوين المهني، وينتظر أن يتم تصعيدها أكثر خلال الأيام القليلة المقبلة وفق التهديدات الصادرة عن نقابات العمال، والتي من المرتقب أن تشل من خلالها المستشفيات، مراكز التكوين المهني والمدارس التي دخلت في سلسلة من الإضرابات منذ أسبوعين وهددت من جهة أخرى بعصف الموسم الدراسي، وحذرت نقابات الوظيف العمومي الحكومة "من سياسة التسويف والتصريحات الشفوية عبر الصحف التي يرويها وزير عن وزير". تشهد سنة 2013 ومن بدايتها موجة احتجاجات في عدة قطاعات حساسة تنبأت بأن تكون هذه السنة ساخنة جدا بعد أن أجمعت النقابات الناشطة وفي مختلف القطاعات على عدم منح حكومة سلال المزيد من الوقت لتنفيذ انشغالات الموظفين العالقة والمتوارثة من 2012 وحتى لسنوات سابقة، حيث رغم تنحية رئيس الجمهورية وزراء عدة وتغييرهم بآخرين نتيجة فشلهم في إعادة الاستقرار إلى قطاعاتهم على غرار ما عرف في التربية والصحة، إلا ان الأوجه الجديدة وبعد أكثر من ستة أشهر على تنصيبهم لم يتخذوا أي إجراءات ملموسة لتجنب عودة الإضرابات والاحتجاجات. وتعرف الساحة النقابية بالجزائر مؤخرا نشاط غير عادي، من خلال اجتماعات وندوات جهوية ووطنية مع العمال تحضيرا لإضرابات واحتجاجات مرتقبة، رغم أنها هناك قطاعات استهلتها في أول أسبوع من السنة الجارية على غرار البريد والصحة وبعض أسلاك التربية من فئات المدرين والمفتشين، وان كانت طريقة الاحتجاج تختلف إلا أن الهدف واحد هو تحسين الظروف المهنية والاجتماعية والزيادات في الأجور والترقيات والإدماج. وفي سياق الإضرابات حافظ الإضراب المتجدد للأسبوع الثاني على التوالي، الذي دعت اليه النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السنابست" على نسبة المشاركة التي بلغت 74.23 بالمائة كما كانت في الأسبوع الأول، حيث شل أمس 200 ألف أستاذ وعامل الجنوب والهضاب العليا، عبر 23 ولاية. في هذا الصدد أوضحت " السناباست" أن الموظفون المعنيون بتحيين كل من منحة المنطقة والتعويض النوعي عن المنصب على أساس الأجر القاعدي الجديد وبأثر أثر رجعي ابتداء من 01 / 01 /2008، واصلو امس اضراب الثلاثة ايام المتجدد اسبوعيا للأسبوع الثاني على التوالي وبتنسيق على مستوى الولايات المعنية من طرف عدة نقابات منها النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، والمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، والنقابة الجزائرية لشبه الطبي، والنقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، والنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية. وحافظ الإضراب على نسبة المشاركة كما كانت في الأسبوع الأول، حيثبلغت النسبة العامة للإضراب74,23 بالمائة لمختلف موظفي القطاع العمومي من : تربية، وصحة، وتعليم عالي، وأعوان الإدارة العمومية، والأسلاك المشتركة، ووعلى مستوى التعليم الثانوي وحسب التقارير الولائية ودائما عبر 23 ولاية معنية، بلغت النسبة العامة في هذا الطور c/o 75,16. وسجلت"السناباست" c/o 73 بولاية بشار مع وقفة احتجاجية أمام مقر الولاية، c/o 71 بولاية تمنراست، c/o 72 بولاية أدرار، c/o 71 بولاية ورقلة، c/o 70 بولاية البيّض، c/o 65 بولاية غرداية، c/o 58 بولاية تيارت، c/o 51 بولاية النعامة، وتاسفت"السناباست" من موقف السلطات العمومية، التي لم تتوفرلها بعد الشجاعة الكاملة والمسؤولة بأن تعلن رسميا عن الاستجابة لمطالبنا المشروعة بقوة القانون والتي لا تحتمل المماطلة ولا التجزيء، وتنهي بذلك حالة الاحتقان هذه والمرشحة إلى التعفن في الأسابيع القادمة وما يترتب عنها من أضرار جسيمة خاصة بالنسبة للمتمدرسين الذين لم يفصلهم عن نهاية الفصل الثالث سوى أسبوعين كمدة فعلية" محذرا من انتهاج الحكومة سياسة التسويف والتصريحات الشفوية عبر الصحف التي يرويها وزير عن وزير". وأمام هذا التعسف الممنهج والمنتهج من قبل السلطات العمومية، قال مزيان " ان الإضراب متواصل لأسبوعه الثاني وسيتواصل للأسابيع القادمة ومرشح للتصعيد وفق ماتقرره القواعد التي ستعقد جمعياتها العامة خلال اليوم الثالث من هذا الإضراب". صليحة مطوي