بمناسبة إحياء شهر التراث بولاية المدية، والذي يمتد من 18 من الشهر الجاري وإلى غاية الثامن عشر من ماي، سيكون الجمهور المداني على موعد ثقافي هام للغوص في أعماق تاريخ وحضارة عاصمة التيتري. البداية كانت، أول أمس، بافتتاح معرض كبير بدار الثقافة “حسن الحسني” مخصص للتراث المادي واللامادي الغني والمميز للمنطقة. ويمثل شهر التراث الذي سيحتفل به هذه السنة تحت شعار”التراث والمقاومة” فرصة للجمهور بالمدية، من أجل التعرف على تاريخ وماضي المنطقة العريق من خلال معرض صور يتناول مراحل مهمة للتراث المحلي وأبرز الشخصيات على غرار الأمير عبد القادر ومساعده الأول الشيخ بركاني وفوضيل سكندر وبن دالي ابراهيم. كما سيتمكن الجمهور أيضا خلال أيام شهر التراث من اكتشاف مختلف المعالم والآثار التاريخية التي تبقى شاهدة على الماضي القديم لهذه المنطقة، وحسب مسؤولي مديرية الثقافة فانه سيتم تسطير جولات منظمة لمتحف الفنون والتقاليد الشعبية للمدية ولمتحف بطلة المقاومة الشعبية لالا فاطمة نسومر ببلدية العيساوية ومتحف المجاهد بعاصمة الولاية. كما سيتم أيضا تنظيم زيارات إلى المواقع الأثرية ببلديات سانق، مفاتحة وكاف لخضر، والتي تعود جذورها إلى الحقبة الرومانية إلى جانب تنظيم جولة سياحية إلى المعالم الأثرية التي تعود إلى الحقبة الإسلامية الموزعة عبر كامل مدينة المدية. ومن المنتظر أن تكون هذه الجولة السياحية فرصة للزائرين للتعرف على منارة الجامع الأحمر الذي يبقى الشاهد الوحيد بهذا المكان الذي كان مخصصا للعبادة والذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن 19 وإلى ضريحي الشيخ البركاني والد بن عيسى البركاني خليفة الأمير عبد القادر وسيدي الصحراوي أحد أولياء المدية. كما سيتم زيارة حصن المصالح الذي يعود إلى الحقبة العثمانية والذي استعمل كمركز مراقبة من قبل حراس باي التيتري بومزراق خلال تنقلات أفراد عائلته لإقامتهم في فصل الصيف والواقعة بحوش الباي شرق مدينة المدية، وسيتم بالمناسبة أيضا تقديم محاضرات من قبل جامعيين حول التراث المادي واللامادي للمنطقة إضافة إلى عرض حول تاريخ الموريسكيين الذي عاشوا بالمدية عقب سقوط “غرناطة”. وكشف منظمو هذه الفعاليات عن حملة تحسيسية تستهدف المواطنين لتوعيتهم بضرورة تقديم الأشياء والآثار التاريخية التي بحوزتهم من أجل المساهمة في إثراء تراث متحف الفنون والتقاليد الشعبية لولاية المدية.