دعا مهتمون بالتاريخ والتراث يوم الاثنين بخنشلة إلى ضرورة إنشاء بنك معلومات حول التراث وتدوينه وتسجيله باعتباره يمثل ذاكرة تاريخية وثقافية يستدعي الحفاظ عليه وحمايته لاسيما بالنسبة للتراث غير المادي الذي يمثل موروث مهما للمعتقدات والعادات والتقاليد الشعبية المختلفة. وفي هذا السياق، اعتبر الأستاذان قليل صالح و العمد عزيز من معهد العلوم الإنسانية والاجتماعية للمركز الجامعي عباس لغرور بخنشلة خلال تنشيطهما مائدة مستديرة بالمتحف الولائي بمناسبة افتتاح فعاليات إحياء شهر التراث أن التراث بشقيه المادي واللامادي يمثل كل ما هو منقول من جيل بعد جيل إلا أن الأول بقي ثابتا في مكانه رغم تغير الأزمنة وتعاقب الحضارات فيما يعد الثاني مخزونا في الذاكرة الشفوية كالفنون والعادات والتقاليد والأمثال والحكم و الشعر و غيره و يتناقله الخلف من السلف عبر الأزمنة. و براي منشطي هذا اللقاء فإن التراث اللامادي يستدعي في خضم التطور الثقافي ووسائل السمعي البصري ضرورة تدوينه وكتابته عكس المعالم والآثار التاريخية التي تظل قائمة وشاهدة على كل حقبة تاريخية في الزمان والمكان وتتطلب في الكثير من الأحيان أشغال تهيئة و ترميم. وخلصت التدخلات إلى وجوب حماية التراث برمته و إبرازه والتعريف به لما يمثله من مصادر للتنوع الثقافي والحضاري مشيرة إلى أهمية الاتفاقيات الدولية لحماية التراث وكذا الاهتمام التي توليه الدولة خاصة في السنوات الأخيرة من أجل العناية والمحافظة عليه باعتباره موروثا حضاريا وثقافيا لشخصية الأمة وهويتها الوطنية العربية والإسلامية. ونظمت كذلك ورشة تقنية حول كيفية إعادة الاعتبار للتحف الأثرية نشطها مدير الثقافة بالولاية و ذلك في إطار شهر التراث الذي يحمل هذه السنة شعار "التراث الثقافي والمجتمع الجواري" والذي سيتواصل بتقديم بقية المداخلات المبرمجة التي سينشطها أساتذة من جامعات كل من قسنطينة و عنابة وقالمة والمركز الجامعي لخنشلة ومدعوين من فرنسا وتونس. ويتزامن شهر التراث بخنشلة من جهة أخرى يوم السبت المقبل بافتتاح الملتقى التاريخي السادس حول الكاهنة مكلة الأمازيغ الذي ينظم بالتنسيق مع الجمعية الثقافية العلمية الولائية و ذلك تحت شعار "من أجل رد الاعتبار للتاريخ".