سيكون جمهور ولاية المدية ابتداءا من يوم الخميس مدعو للغوص في أعماق تاريخ عاصمة التيتري و ضواحيها بمناسبة احياء شهر التراث حيث ستكون البداية بافتتاح معرض كبير بدار الثقافة "حسن الحسني" مخصص للتراث المادي و اللامادي الغني و المميز للمنطقة. و يمثل شهر التراث الذي سيحتفل به هذه السنة تحت شعار "التراث و المقاومة" فرصة للجمهور بالمدية من أجل التعرف على تاريخ و ماضي المنطقة من خلال معرض صور يتناول مراحل مهمة للتراث المحلي و أبرز الشخصيات على غرار الأمير عبد القادر و مساعده الأول الشيخ بركاني وفوضيل سكندر و بن دالي ابراهيم. كما سيتمكن الجمهور أيضا من اكتشاف خلال هذه المناسبة مختلف المعالم و الآثار التاريخية التي تبقى شاهدة على الماضي القديم لهذه المنطقة. و حسب مسؤولي مديرية الثقافة فانه سيتم تسطير جولات منظمة لمتحف الفنون و التقاليد الشعبية للمدية و لمتحف بطلة المقاومة الشعبية لالا فاطمة نسومر بالعيساوية (شمال شرق المدية ) ومتحف المجاهد بعاصمة الولاية. كما سيتم أيضا تنظيم زيارات إلى المواقع الأثرية بالسناق و مفاتحة و كاف لخضر و التي تعود جذورها إلى الحقبة الرومانية إلى جانب تنظيم جولة سياحية إلى المعالم الأثرية التي تعود إلى الحقبة الإسلامية الموزعة عبر كامل مدينة المدية. و من المنتظر أن تكون هذه الجولة السياحية فرصة للزائرين للتعرف على منارة الجامع الأحمر الذي يبقى الشاهد الوحيد بهذا المكان الذي كان مخصصا للعبادة و الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن 19 و إلى ضريحي الشيخ البركاني والد بن عيسى البركاني خليفة الأمير عبد القادر و سيدي الصحراوي أحد أولياء المدية .كما سيتم زيارة حصن المصالح الذي يعود إلى الحقبة العثمانية و الذي استعمل كمركز مراقبة من قبل حراس باي التيتري بومزراق خلال تنقلات أفراد عائلته لإقامتهم في فصل الصيف و الواقعة بحوش الباي (شرق مدينة المدية). و سيتم بالمناسبة أيضا تقديم محاضرات من قبل جامعيين حول التراث المادي و اللامادي للمنطقة إضافة إلى عرض حول تاريخ الموريسكيين الذي عاشوا بالمدية عقب سقوط "غرناطة". و كشف منظمو هذه الفعاليات عن حملة تحسيسية تستهدف المواطنين لتوعيتهم بضرورة تقديم الأشياء و الآثار التاريخية التي بحوزتهم من أجل المساهمة في اثراء تراث متحف الفنون و التقاليد الشعبية لولاية المدية.