تحتفي الجزائر منذ أول أمس بفعاليات شهر التراث من خلال البرنامج المتنوع الذي اعد بالمناسبة بمبادرة من وزارة الثقافة ومختلف الجمعيات والهيئات لإحياء هذه التظاهرة عبر مختلف مناطق الوطن إلى غاية 18 ماي المقبل. بتخصيص شهر كامل لأهل التراث قصد اتخاذ مبادرات إرضاء للجمهور المدعو للغوص في أعماق تاريخ وماضي إيكوزيزم العريق من خلال الأبواب لمفتوحة التي نظمت في مختلف المتاحف التي تزخر بها الجزائر . احتضن بالمناسبة قصر رياس البحر بالعاصمة أبوابا مفتوحة بمناسبة اليوم العالمي للآثار، وتم وبرمجت محاضرة للأستاذة فاطمة الزهراء عزوز حول »حفلة الربيع في شمال إفريقيا أثناء العصر القديم« ، كما خصص يوما دراسيا حول »التراث والمجتمع الجزائري« ، ينشطه مجموعة من المختصين. وبالمتحف الوطني الباردو، الذي تم تدشينه أول أمس من طرف وزيرة الثقافة خليدة تومي، لاستقبال الزوار بعد 6 سنوات من إعادة تهيئته ، حيث سيكتشف الجمهور معرض الحلي ، كما هو مدعو يوم 22 أفريل لمتابعة الشريط الوثائقي حول عملية ترميم نصب باردو، يليه نقاش سينشطه مجموعة من المختصين. أما المتحف الوطني لشرشال، فسيشهد طوال مدة شهر التراث، معارض ومحاضرات وملتقيات وأفلاما وثائقية، وكذا مسابقات تندرج ضمن موضوع »العائلة الملكية«، وبالمتحف الوطني لخنشلة سينظم ملتقى حول »إستراتيجية البحث بالمتحف«يومي 22 و23 أفريل الحالي، أما بولاية المدية، فسيحتضن المتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية على مدار شهر التراث، معرضا تحت عنوان »الفارس الجزائري، فن المقاومة«. كما سيتمكن الجمهور أيضا من اكتشاف خلال هذه المناسبة مختلف المعالم و الآثار التاريخية التي تبقى شاهدة على الماضي القديم لهذه المنطقة. و حسب مسؤولي مديرية الثقافة فانه سيتم تسطير جولات منظمة لمتحف الفنون و التقاليد الشعبية للمدية و لمتحف بطلة المقاومة الشعبية لالا فاطمة نسومر بالعيساوية بشمال شرق المدية ومتحف المجاهد بعاصمة الولاية. كما سيتم أيضا تنظيم زيارات إلى المواقع الأثرية بالسناق و مفاتحة و كاف لخضر و التي تعود جذورها إلى الحقبة الرومانية إلى جانب تنظيم جولة سياحية إلى المعالم الأثرية التي تعود إلى الحقبة الإسلامية الموزعة عبر كامل مدينة المدية. زيادة على ذلك سيقام معرض للفخار المصنوع بمتحف الفنون والتقاليد الشعبية أحمد باي بقسنطينة، وسينظم الديوان الوطني للحظيرة الثقافية توات، قورارة وتيديكيلت بولاية أدرار، معرضا للتدريب على فهم فترة ما قبل التاريخ. تحتفي التظاهرة المغاربية »شهر التراث« هذه السنة، بعامها ال20 ، حيث تم الإعلان عن تأسيسها عام 1993 بقرار من وزراء الثقافة لدول اتحاد المغرب العربي، بناء على اقتراح تقدم به الخبراء، وأصل فكرة الانطلاق تتمثل في ربط يوم ال18 أفريل المصادف لليوم العالمي للآثار، بيوم 18 ماي المصادف لليوم العالمي للمتاحف. وهكذا اصبح الجمهور الجزائري ينتظر هذه التظاهرة التي تنطلق في فصل الربيع للوقوف عند التراث الجزائري العريق شهرا كاملا من التظاهرات المتنوعة التي تخلق حركية مميزة في مختلف مناطق الوطن.