إضراب 23 ولاية بالجنوب والهضاب العليا يدخل أسبوعه الثالث كشفت مصادر نقابية أن رئيس الجمهورية سيعلن يوم عيد العمال الذي يصادف الفاتح من ماي عن إجراءات جديدة لفائدة 200 ألف موظف بالجنوب والهضاب العليا، لوقف الشلل الذي تعشيه مؤسسات 23 ولاية، وذلك من خلال تحيين منح الجنوب وفق الأجر القاعدي الجديد وبأثر رجعي من 1 جانفي 2008، وذلك في وقت يدخل إضراب نقابات الوظيف العمومي في هاته المناطق أسبوعه الثالث على التوالي. أكدت هذه المصادر أن إقرار تحيين منح الجنوب سيكون بداية من الفاتح ماي المقبل، والذي سيعلن عنه من طرف رئيس الجمهورية، لتدخل رسميا منحة التعويض النوعي عن المنصب وفق الأجر الأساسي ومنحة المنطقة على أساس الأجر القاعدي الجديدين وكذا أثرهما الرجعي ابتداء من 1 جانفي 2008 في عيد العمال، لفائدة 200 ألف موظف لإعادة الاستقرار إلى مؤسسات 23 ولاية التي عطلت مصالح المواطنين في مختلف القطاعات بالمستشفيات أو الإدارات، ناهيك عن عدم تلقى تلاميذ هذه المناطق دروسهم منذ العودة من عطلة الربيع. ورغم ما حملته هذه المعلومات من تفاؤل لدى العمال، إلا أنهم شككوا في أن تكون مجرد خدعة حكومية جديد لامتصاص غضبهم وكسر حركاتهم الاحتجاجية، خاصة وأن مصدر هذه هو الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي يروج أعضاؤه للمعلومة، وذكروا بأن رئيس الجمهورية سيعلن عن القرار لدى حضوره نهائي كأس الجزائر بملعب 5 جويلية. ويأتي هذا في الوقت الذي يواصل اليوم 200 ألف موظف عبر 23 ولاية بالجنوب الكبير وبالهضاب العليا إضراب الثلاثة أيام، والذي أطلقت عليه هذه المرة النقابات الستة الناشطة في قطاعات الوظيف العمومي، على غرار التربية والصحة والتعليم العالي ”بأسبوع الغضب” بعد أن انقضت - حسبها - الأسابيع التحذيرية للحكومة ”غير المكترثة للإضراب”. وأكدت النّقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التّعليم الثّانوي والتّقني ”سناباست” أن إضراب الثلاثة أيام متواصل في أسبوعه الرابع بمعية نقابات الوظيفة العمومية، والمتمثلة في كل من النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ”الإنباف”، والمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، والنقابة الجزائرية لشبه الطبي، والنقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، والنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية ”السناباب”، وسط غياب أي رد رسمي على مطالب موظفي ولايات الجنوب والهضاب العليا والولايات الأخرى. ونددت ”السناباست” وعلى لسان منسقها الوطني مزيان مريان ب”تعنت الحكومة وصمتها تجاه مطالب عمال الجنوب والهضاب”، وحملتها المسؤولية التاريخية الكاملة لعواقب الحركة الاحتجاجية الاحتجاجية، مضيفا بالقول إن ”هذه الحكومة التي أبت أن تعترف رسميا بحقنا في تطبيق قوانين الجمهورية”، حسب ما جاء في بيان استلمت ”الفجر” نسخة منه. وقال مزيان ”إن مثل هذه الممارسات الاستفزازية هي من زادت من عزيمة الأساتذة وعمال هذه المناطق على مواصلة الإضراب للأسبوع الثالث على التوالي”، مضيفا أن ”هذا الإضراب ليس فقط من أجل المطالب المرفوعة وحسب، بل وتعبيرا وسخطا على هذه الأساليب واللامبالاة المنتهجة من طرف الحكومة”. ودعت ”السناباست” إلى احتجاجات أمام كافة الولايات غدا الثلاثاء، في انتظار ما سيصدر من قرارات التصعيد للحركات الاحتجاجية عقب اللقاء بين أعضاء التنسيقيات الولائية بعد غد الأربعاء بولاية غرداية، من أجل افتكاك مطالبهم.