عادت إلى الواجهة قضية استعمال الأسلحة الكيماوية في الحرب السورية، حيث كشفت إسرائيل أمس استخدام هذا النوع من الأسلحة المحظورة في الصراع الدائر بين الأطراف المتنازعة في البلاد، لكن واشنطن استبعدت تأكيد الأمر لتبقى المسألة تثير الكثير من الجدل أمام تمسك النظام بموقفه الرافض لدخول فرق التفتيش الأممية إلى مناطق غير حلب. اتهمت إسرائيل النظام السوري باستخدامه الأسلحة الممنوعة; وجاء ذلك على لسان الجنرال إيتاي برون رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الذي أكد خلال مؤتمر أمني في تل أبيب أن القوات الحكومية استخدمت أسلحة كيميائية خلال الأشهر الأخيرة مرجحة أن يكون غاز السارين المتلف للأعصاب أحد هذه الأسلحة المحظورة. لكن واشنطن استبعدت الأمر، وأعلن جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض أن واشنطن لم تصل بعد إلى تأكيد استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيمائية في الصراع الدائر. وأضاف المسؤول الأمريكي أن واشنطن تعمل على تقييم التقارير التي تحدثت عن استخدام هذا النوع من الأسلحة في سوريا، مشيرا إلى ضرورة التحقق من الاتهامات. يحدث ذلك في الوقت الذي غادر فيه أمس وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل الرياض متوجها إلى القاهرة ضمن جولته الشرق أوسطية التي يجمع من خلالها الدعم لحلفاء واشنطن في القضية السورية أمام تشعب تداعياتها والتنبؤ بحرب أهلية في البلاد، حيث يسعى هيغل إلى تعزيز العلاقات العسكرية الأمريكية مع الحلفاء التقليديين تتقدمهم إسرائيل والسعودية لتطويق إيران وردع الإسلاميين المتشددين، وكان هيغل قد ناقش في الرياض ثالث محطة في جولته مع ولي العهد وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز مسألة النزاع في سوريا والبرنامج النووي الايراني، إلى جانب محادثات خاصة شملت التفاصيل الأخيرة لصفقة شراء آخر طراز من الصواريخ الأمريكية، في انتظار ما تحمله زيارة مساعد وزير الخارجية الروسي والممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف إلى طهران التي وصلها أمس تلبية لدعوة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان، يبحث فيها الطرفان آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط والخليج وشمال إفريقيا. أما فيما يخص الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام حول استقالة المبعوث المشترك العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي فنّد نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية الأخبار، مؤكدا استمرار الإبراهيمي في مهمته مبعوثا مشتركا إلى سوريا، وكشف العربي خلال مؤتمر صحفي عقده بنيويورك عقب اللقاء الثلاثي الذي جمعه بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والإبراهيمي عن اتفاق مشترك لمواصلة مهام هذا الأخير في مساعيه العربية - الأممية لحل النزاع السوري بالطرق السلمية والعمل الجاد على إعادة الأطراف السورية المتصارعة إلى طاولة الحوار. ميدانيا دارت أمس ولأول مرة اشتباكات داخل مطار منغ العسكري بريف حلب شمال سوريا الذي يعد من المواقع العسكرية الرئيسية للقوات النظامية شمال البلاد، وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن مقاتلي الكتائب المقاتلة الذي يحاصرون المطار منذ أشهر تمكنوا من الدخول إليه فجر أمس، بعد أن سيطروا أول أمس على كتيبة عسكرية مهمة قرب المطار.