تنفيذ عمليات جوية دون موافقة سلطات الدول المستهدفة بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية في إرسال طلائع قوات بحرية إلى قاعدة ”مورون” الإسبانية، لتكوين فرقة تدخل سريع في شمال إفريقيا، بحجة حماية مواطنيها من الأخطار المتزايدة بالمنطقة بعد مقتل سفيرها في ليبيا عقب الهجوم على سفارتها هناك العام الفارط. أعلن البانتاغون عن وصول وحدات أولى من قوات المشاة البحرية ”المارينز” إلى إسبانيا، لتشكيل فرقة التدخل السريع في شمال إفريقيا بالوصول في إطار جهود الولاياتالمتحدةالأمريكية في مكافحة الإرهاب وحماية مواطنيها ومرافقها في منطقة شمال إفريقيا، التي تشهد توترات أمنية منذ اندلاع ما يعرف بثورات الربيع العربي، الذي ضرب استقرار تونس وأشعل النيران في ليبيا، ودفع الجماعات المسلحة إلى احتلال شمال مالي بعد الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة المهربة من مخازن نظام القذافي. وقالت الشبكة الإخبارية الأمريكية ”سي إن إن” في تقاريرها الإخبارية، إن هذه القوات ستتخذ القوة من قاعدة ”مورون” الجوية جنوبي إسبانيا مقرا لها، لتكون قريبة من أي حادث قد يتعرض له مواطنوها أو مرافقها في دول شمال إفريقيا، ما يتيح لها التدخل بسرعة، وتشمل مهامها ”حماية البعثات الدبلوماسية والمواطنين الأمريكيين وإنقاذ الطيارين الذي تسقط طائراتهم وإجلاء الرعايا عند الحاجة”. وأضافت الشبكة أن نشر مثل هذه القوات في مثل هذا الظرف بالذات، مرده إلى تردي الأوضاع الأمنية والمخاطر التي تستهدف مواطنيها منذ الهجوم الذي أدى إلى مقتل السفير الأمريكي في ليبيا، كريس ستيفنز، في سبتمبر الماضي، ويأتي الهجوم الذي تعرضت له السفارة الفرنسية، الثلاثاء المنصرم، بليبيا ليقدم للولايات المتحدةالأمريكية ذريعة أخرى للإسراع في تجسيد مشروعها على بعد كيلومترات من الجزائر، و”من المنتظر أن تكون تلك القوة جاهزة للتحرك جوا خلال ست ساعات من لحظة تلقيها الأوامر، ما يوفر للبنتاغون فرصة امتلاك قدرة الرد السريع على المخاطر الأمنية”. ويأتي تحرك هذه القوة من مشاة البحرية، بعد أن وافقت وزارة الدفاع الأمريكية بداية شهر أفريل الجاري على تشكيل قوة بشرية ”مزودة بست طائرات من طراز ”في - 22” للانتقال السريع، وأسلحة خفيفة وقذائف هاون، بالإضافة إلى معدات فردية أخرى من شأنها دعم عمليات الاشتباكات المحدودة ومهام الأمن، وتتكون الوحدة من 225 جندي متخصص، إلى جانب 225 جندي يديرون الطائرات الموضوعة. ومنحت الحكومة الإسبانية موافقتها النهائية على وجود الوحدة الأمريكية قبل أيام، ومن المنتظر استكمال وصول كافة العناصر خلال 30 يوما، وحسب ما أوردته وكالات أنباء عربية فإن ”الطائرات الموضوعة بتصرف الوحدة التي يمكن أن تشمل أوامرها تنفيذ عمليات في أراضي دول دون الحصول على موافقتها” دون توضيحات أكثر حول الحق الذي تملكه هذه القوة في اختراق سيادة الدول وأي قانون يجيز لها الأمر، حتى وإن تعلق الأمر بمكافحة الإرهاب، الذي جندت له في وقت سابق جواسيسها، و حاولت مرارا وتكرار إقامة قاعدة عسكرية في الجنوب. ويرى خبراء أمنيون أن تحرك هذه القوات بالذات يدخل ضمن الصراع الأمريكي-الفرنسي على ثروات شمال إفريقيا عامة والجزائر خاصة، ليكون للولايات المتحدةالأمريكية موطن قدم بالمنطقة بعد التدخل الفرنسي في شمال مالي، وقرراها بإبقاء بعض القوات في مالي بعد انسحابها المقرر شهر جويلية المقبل، لتبقى المنطقة رهينة حسابات الدول الكبرى، التي تسعى لاستنزاف ثرواتها مرة بداعي تطهير المنطقة من الجماعات الإرهابية وأخرى بداعي حماية مواطنيها من خطر الإرهاب.