بدأت الاحتجاجات الأخيرة في بغداد، تخرج عن السيطرة بعد وفاة أزيد من 200 شخص منذ أحداث الحويجة، ناهيك عما تحصده التفجيرات اليومية التي تهتز لها العراق يوميا، ما دفع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى الخروج عن صمته والتحذير من مغبة دخول البلاد في حرب أهلية تدمر ما خلفه الغزو الأمريكي. اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، خلال أشغال أعمال المؤتمر الإسلامي الدولي للحوار والتقريب الذي انطلق، أمس، بمشاركة نحو 300 شخصية دينية من داخل العراق وخارجه، أن الفتنة الطائفية عادت إلى بلاده مجددا لتطمس خطوة البناء والتعمير التي أحرزها العراق الذي خرج كمنهك القوى من حربه مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقال المالكي في افتتاح مؤتمر إسلامي للحوار في بغداد إن الحرب الطائفية التي تمر بها سوريا انتقلت إلى العراق، مشيرا الى الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة الحويجة غرب كركوك التي خلفت خلال صراع دام 4 أيام ما يفوق ال 200 ضحية ومئات الجرحى، وكان المالكي قد حذّر في على صعيد المواجهات والهجمات التفجيرية قتل 5 عناصر من استخبارات الجيش العراقي و5 عناصر من قوات الصحوة في هجمات متفرقة في العراق أمس، وفي حادث آخر قتل خمسة من عناصر قوات الصحوة قرب ناحية عوينات على بعد 20 كلم جنوب مدينة تكريت شمال بغداد، وتوفي اثنان من عناصر الشرطة الاتحادية ومسلح خلال اشتباكات غرب الفلوجة غرب البلاد، كما تعرض معاون قائد شرطة محافظة الأنبار لمحاولة اغتيال في تطور جديد للأزمة المستمرة منذ أيام في البلاد، والتي تعرف اشتباكات بين عناصر الاستخبارات ومسلحين قرب مكان الاعتصام المناهض لرئيس الوزراء نوري المالكي، وتأتي هذه الهجمات في إطار موجة أعمال العنف الأخيرة ضد القوات الأمنية والتي اندلعت عقب اقتحام اعتصام مناهض لرئيس الوزراء في الحويجة غرب كركوك الثلاثاء الفارط قتل فيه 50 شخصا. من جانبه، هدد رئيس صحوة العراق مسلحي الأنبار بالعودة الى أيام معارك 2006 في إشارة إلى الحرب الأهلية التي استمرت عامين وراح ضحيتها الآلاف من القتلى والجرحى. وفي خطوة مفاجئة انتشرت قوات من البشمركة الكردية في محيط مدينة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بهدف ملء الفراغ الأمني وحماية المواطنين حسب بيان نشر، أمس، وقال الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور في البيان، إنه بعد مشاورات مع محافظ كركوك، تقرر أن تملأ قوات البشمركة الفراغات الأمنية بصورة عامة خاصة على مستوى محيط مدينة كركوك التي لم تهدأ من 5 أيام احتكم فيها الأهالي إلى السلاح في مواجهة قوات الأمن العراقية.