تشهد المجمعات السكنية الريفية، منذ السادس عشر من الشهر الجاري، عمليات الربط بغاز المدينة في خطوة نحو وضع حد لمعاناة آلاف المواطنين مع ظاهرة ندرة قوارير غاز البوتان كل فصل شتاء، منذ أكثر من 3 سنوات كاملة. واتخذت إجراءات مباشرة لتطبيق برنامج لربط السكنات الريفية بغاز المدينة من قبل مديرية الطاقة والمناجم، على خلفية تسجيل تدهور في وضعية سكان المشاتي والأرياف المترامية على مساحات بلديات التريعات، واد العنب، العلمة، الشرفة، برحال وغيرها من بلديات الولاية، خصوصا خلال فصل الشتاء الموسم الذي يقوم فيها تجار غاز البوتان بالمضاربة في سعر هذه الأخيرة، التي وصل سقف ال1200 دينار، ما شكل أزمة حقيقية استدعت تدخل السلطات لتشكيل لجان تحقيق وتحري تتكفل بمراقبة احترام السعر الحقيق لقارورة غاز البوتان و كميات توزيعها، عبر نقاط البيع المعتمدة من قبل المديرية. تجدر الإشارة إلى أن التلاعبات الخطيرة التي يتم القيام بها خلال كل بداية سنة، نجم عنها أزمة حقيقية لسكان الأرياف الذين عانوا الأمرين من أجل اقتناء قارورة غاز بنقاط البيع، ما دفع بالعديد من السكان للتوجه إلى الغابات للاحتطاب من أجل توفير التدفئة، ما اعتبر سابقة لكم تعهدها عنابة من قبل، حيث انتشرت الظاهرة عبر قرى سرايدي، شطايبي وواد العنب.. ليتم أخيرا الإفراج عن برنامج ربط الأحياء الريفية بالغاز على غرار أحياء المدينة، التي لازال البعض منها محروما من هذه الخدمة الإستراتيجية، وعلى الخصوص في الأحياء الجديدة الموزعة سكناتها منذ سنة إلى سنتين. وفي هذا السياق تجب الإشارة إلى أن شكاوى المستفيدين تعج بها مكاتب مديرية الطاقة والمناجم ومصالح سونلغاز قصد التدخل لربط هذه الأحياء الجديدة بغاز المدينة. يذكر أن بلديات عنابة كانت قد استفادت من حصص بناء السكن الريفي تعدت 3500 مسكن، يفترض أنه تمت مباشرة توزيع 2300، غير أن الاحتجاجات المتكررة لهؤلاء المستفيدين تؤكد التماطل في إنهاء انجاز مشاريع السكن الريفي و التي تبقى نقطة سوداء في سجل التنمية المحلية، لما يشوبها من غموض متعلق بعمليات استنزاف للمال العام من جهة ورفض عدد من هؤلاء المستفيدين لمواقع بناء سكناتهم، التي يبقى جزء منها خاليا لغاية اليوم.