خبراء يحذرون: "الدول الأوروبية تسعى إلى اقتناء الغاز الجزائري بنصف الثمن" شنت عدد من شركات النفط العربية والروسية حملة للاستحواذ على أسواق سوناطراك في أوروبا بعد انقضاء فترة العقود طويلة ومتوسطة المدى، مستغلة الظروف السلبية التي يعيشها المجمع الطاقوي الجزائري، واقترحت هذه الأخيرة أسعارا أقل للغاز وامتيازات أخرى، حيث ركزت على الضمانات الأمنية وتداعيات حادثة تيڤنتورين في مقدمتها الشركات الروسية والعراقية والليبية والقطرية، لاسيما بعد البيان الأخير الذي نشرته بريتيش بتروليوم منذ يومين والذي تضمن فرض ضغوط جديدة على سوناطراك لخفض سعر الغاز. وحسب مصادر ”الفجر”، فضلت عدد من الشركات الأوروبية الناشطة في مجال المحروقات التعاقد مع ليبيا والعراق وقطر في صفقات النفط، بعد انقضاء العقود طويلة ومتوسطة المدى التي كانت تربطها بالجزائر، وعقب اقتراح حكومتي دولتي العراق وليبيا امتيازات جديدة لفائدة الشركات الأوروبية الراغبة في الشراكة معها، وأعلنت ليبيا أنها تمتلك بترولا خفيفا بنفس مستوى البترول الجزائري وأنها تعد أكبر دولة في إفريقيا من شأنها تموين المتعاملين الأوروبيين والسوق الدولية. وطبقا لذات المصادر،تواجه مفاوضات الحكومة الجزائرية لإبرام عقود غاز ونفط جديدة مع الاتحاد الأوروبي ضغوطا من ليبيا والعراق اللتين تسعيان للاستحواذ على حصة الجزائر في السوق الأوروبية، من خلال اقتراح امتيازات في النقل والتموين، على غرار تلك التي تقترحها قطر مع ضمان نوعية جيدة للنفط، وهو ما يهدد سوناطراك بفقدان أسواقها في أوروبا في ظل الظروف السلبية التي تحيط بها، في مقدمتها انتهاء عقود النفط ومطالبة الشركات البترولية الأجنبية على غرار بريتيش بتروليوم بضمانات أكبر من الناحية الأمنية للاستثمار في الجزائر، عقب حادثة تيڤنتورين، وكذا تحقيقات الفساد التي يتم الكشف عن جزء منها في كل مرة على مستوى الصحف واليوميات الجزائرية والعالمية. وأكد الخبير الاقتصادي عبد الرحمن مبتول الذي قضى أزيد من 20 سنة على مستوى المجمع النفطي سوناطراك أن المجموعة الجزائرية تمر بظروف صعبة بسبب التجاوزات المسجلة مؤخرا، بداية من تفجيرات تيڤنتورين وصولا إلى قضايا الفساد، وهو ما يجعل سمعة سوناطراك تتراجع ويسهل للشركات الأوروبية الضغط على الحكومة لتخفيض سعر الغاز، حيث تسعى هذه الأخيرة إلى الحصول على كمية كبيرة من الغاز مقابل أسعار متواضعة. وحسب المتحدث فإن الدول التي تسعى للاستحواذ على الأسواق الجزائرية هي ليبيا والعراق وقطر وروسيا، حيث تمتلك هذه الأخيرة شركات عملاقة تقترح امتيازات استثنائية لهذه الدول مقابل إبرام علاقات شراكة، كما أنها تمتلك تخفيضات جبائية وعددا أقل من القضايا على مستوى المحاكم الدولية، الأمر الذي يحسن صورتها في الأسواق العالمية، حيث تحدث مبتول عن عودة قوية للعراق في سوق النفط من خلال عروض استثنائية تجعل الدول الأوروبية تفضل التعاقد معها. إيمان كيموش ”غازبروم” الروسية تضغط على الجزائر لخفض أسعار النفط باشرت شركة ”غازبروم” الروسية سلسلة من الإجراءات للضغط على شركة النفط الجزائرية سوناطراك من خلال خفض أسعار الغاز الموجه إلى أوروبا، ودعوة الجزائر إلى أن تخفض هي الأخرى أسعارها، بعد شروع الدول الأوروبية في البحث عن حلول للتقليل من الاعتماد على الغاز الطبيعي الروسي. وخفضت الشركة الروسية أسعار الغاز حيث تتوقع هذا العام إعادة 4 مليار و700 مليون دولار لزبائنها الأوروبيين عبر تخفيض أسعارها وزيادة كمية الأرباح الموزعة على المساهمين في المجموعة، وتوقع الخبراء أن تنعكس هذه الخطوة إيجابا على أسهم المجموعة في الأسواق العالمية. وجاء هذا القرار على خلفية تذمر زبائنها الأوروبيين من التكلفة العالية للغاز الروسي، وقالت الصحيفة أن ”غازبروم” التي تسيطر على 6 بالمائة من إمدادات الغاز العالمية تستطيع إغلاق أنابيب الغاز المؤدية إلى أوروبا خلال دقائق معدودة، لافتة النظر إلى أن ألمانيا تعتمد حاليا على 40 بالمائة من احتياجاتها من الغاز على روسيا، كما أن حاجة البلاد من الغاز ستزداد في المستقبل بعد قرار السلطات الألمانية التخلي عن الطاقة النووية.