الأسد يتوعد بالرد الفوري على أي غارة مستقبلية لم تغض الأممالمتحدة الطرف عن قضية الأسلحة الكيماوية رغم بطء سير التحقيقات بهذا الشأن، لكن يبدو أن الاتهامات الموجهة للنظام بدأت تتبخر تدريجيا خاصة بعد إعلان هيئة الأمم امتلاكها أدلة حول استخدام المعارضة السورية لغاز الأعصاب ”السارين”، فيما نفت إيران إدعاءات إسرائيل بخصوص غارتيها على دمشق وذهبت باريس إلى تبرير الخطوة الجريئة لتل أبيب. اتهمت كارلا ديل بونتي عضو لجنة التحقيق المكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا ورئيسة الادعاء العام السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، المعارضة السورية باستعمال غاز الأعصاب السارين، وقالت ديل بونتي في مقابلة مع قناة ”أر. أس. إي” الإيطالية، أمس الأول، إن المعلومات والأدلة التي جمعها أعضاء اللجنة الدولية من الأطباء المختصين والسكان تؤكد استخدام غاز السارين في الحرب الدائرة في سوريا، وأضافت ديل بونتي التي عينت في 28 سبتمبر الماضي، في لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا أن المؤشرات التي تم الحصول عليها أثبتت أن مسلحي المعارضة استخدموا الأسلحة الكيميائية خاصة منها الغاز المذكور مشيرة الى أن التحقيقات لم تنته وقد تحمل مفاجآت أخرى. من جهتها، ذهبت، أمس، فرنسا إلى تبرير الخطوة التي أقدمت عليها إسرائيل في سوريا وقالت على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس أنها تتفهم ما قامت به تل أبيب رغم ما يحمله ذلك من مجازفة على حد قوله، كما حذرت باريس التي كانت تتبنى خيار دعم المعارضة بالسلاح من خطر وصول نيران الحرب الدائرة في سوريا الى كل من الأردن ولبنان ودعا لوران فابيوس إلى ضرورة الإسراع في طرح الحل السياسي لفض النزاع في سوريا، مشيرا الى احتمال أن يطال الصراع الدول المجاورة على غرار الأردن ولبنان على اعتبار أن الحرب خرجت من الإطار المحلي إلى الإقليمي محذرا من انفلات الوضع وخروجه عن السيطرة، كما طالب الأممالمتحدة بالعمل على إيجاد توافق سياسي للأزمة السورية. كما حملت إيران، أمس الأول، وعلى لسان مساعد أركان القوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل بتوجيه الأحداث التي تجري في سوريا بهدف تدمير البلاد تحت ذريعة ما يسمى بتقديم المساعدة للمعارضة التي تبحث عن إقامة دولة الديمقراطية حسب رأي البلدين، كما نفى مساعد أركان القوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري صحة الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام عن تصريحات مسؤولين إسرائيليين من أن غارتها استهدفت أسلحة إيرانية في سوريا كانت موجهة لحزب الله، مؤكدا أن بلاده لن تسمح بالعبث بأمن المنطقة، وأشار المتحدث الى أن سوريا ليست بحاجة إلى السلاح الإيراني وما يدور من أخبار مجرد دعاية مغرضة تستخدمها إسرائيل لترخيص تجاوزاتها داخل دمشق بدليل تناقض رواياتها إذ ادعت مرة أنها قصفت شحنة صواريخ كانت في طريقها إلى ”حزب الله” اللبناني ثم تقول إنها استهدفت مخزن صواريخ روسية أرسلت مؤخرا إلى سوريا. على صعيد آخر، كشفت مصادر قريبة من الرئيس السوري بشار الأسد أن هذا الأخير توعد بالرد الفوري في عاودت إسرائيل قصفها الأراضي السورية مشيرا الى أن إقدام تل أبيب على عدونها مجددا سيكون بمثابة إعلان حرب، وكشفت ذات المصادر لصحيفة ”الرأي” الكويتية أن القيادة السورية أعطت الأوامر بنشر بطاريات صواريخ روسية حديثة ”جو- أرض” و”أرض” متأهبة للرد السريع على كل أشكال العدوان الإسرائيلي.