مركز أبحاث الأمن القومي الصهيوني: "لا توجد أدلّة قاطعة على أن الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية" ما زالت قضية الأسلحة الكيميائية السورية تتصدّر الأجندة السياسية والأمنية والعسكرية في الدولة العبرية، علاوة على قيام مراكز الأبحاث الاستراتيجية الإسرائيلية على مختلف مشاربها بنشر أبحاث ودراسات عن القضية وتداعياتها وخطورتها وأبعادها على الدولة العبرية بشكلٍ خاصٍ وعلى المنطقة بشكل عامّ. في هذا السياق، نقلت صحيفة (معاريف) العبرية عن محفل في تل أبيب وصفته بأنه رفيع المستوى، قوله إنه لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أدلّة قاطعة تثبت بأن النّظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد استعمل الأسلحة الكيميائية ضد المعارضة المسلّحة، على حد تعبيره. وزاد المصدر عينه قائلا إن هناك مادة استخباراتية أوّلية من العيار الثقيل بشأن استخدام الجيش العربي السوري السلاح الكيميائي، وهي معروفة لكثير من الأجهزة الاستخباراتية في العالم. علاوة على ذلك، تطرّق المسؤول الإسرائيلي إلى مستقبل ما أسماه بالحرب الأهلية الدائرة في سوريا، مشدّدًا على أنه من المتوقّع أن تستمرّ أعواما، لافتا إلى أن كلّ من يعوّل على أن تنتهي بسرعة فهو على خطأ، على حد قوله. وفي معرض ردّه على سؤال نفى المسؤول عينه التقارير الإعلامية التي قالت إن إسرائيل هاجمت مقرّ هيئة أركان السلاح الكيميائي في دمشق، مؤكّدا أن إسرائيل غير معنية على الإطلاق بأن تحلّق طائراتها في أجواء دمشق، وأن المعارضة المسلّحة تبذل جهودًا كبيرة من أجل جرّ أطراف أُخرى إلى هذه الحرب. بالإضافة إلى ذلك د المسؤول حسب (معاريف) العبرية أن إحدى المخاطر المركزية بالنّسبة لدولة الاحتلال تكمن في احتمال انتقال السلاح الكيميائي الموجود في حيازة سوريا إلى يد حزب اللّه في لبنان وإمكان انتقاله أيضاً إلى تنظيمات أخرى وصفها بالإرهابية تحاول الوصول إلى منطقة الحدود في هضبة الجولان العربية السورية المحتلّة، لافتا إلى أن احتمال استيلاء هذه المنظّمات على سلاح كيميائي أو تقليدي لم يكن في حيازتها قطّ سينعكس بصورة سلبية على الدولة العبرية، على حد وصفه. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن تصريحات المسؤول الإسرائيلي المذكور جاءت بعد أسبوع على تأكيد رئيس شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية (أمان) الضابط العميد إيتاي برون، في سياق كلمة ألقاها أمام المؤتمر السنوي لمركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب بأن نظام الرئيس السوري الأسد استخدم ضد المعارضة المسلّحة سلاحا كيميائيا يرجّح أن يكون غاز السارين. وأشار برون إلى أنه وفقا للمعلومات التي في حيازة الاستخبارات العسكرية فإن النّظام الحاكم استعمل المواد الكيميائية الفتّاكة ضد المعارضة في عدّة حالات، وعلى ما يبدو فإن الحديث يدور على غاز السارين وشدّد على أن احتمال انتقال مواد كهذه إلى جهات متطرّفة يثير قلقا شديدا لدى صنّاع القرار في تل أبيب. وأضاف برون أن استخدام السلاح الكيميائي تمّ في 19 مارس الفائت وجرى في أحداث أُخرى استخدام مواد كيميائية غير فتّاكة، وكانت هناك مؤشّرات إلى ذلك مثل خروج زبد من الفم وتضاؤل بؤبؤ العين تدلّ على استخدام مواد قتالية كيميائية، وشدّد على أن النّظام السوري يستخدم السلاح الكيميائي، لكن العالم يميل إلى عدم التدخّل ويستعمل وسائل متشدّدة في البحث عن إثباتات، الأمر الذي من شأنه أن يشجّع هذا النّظام على الاستمرار في استخدامه. وعلى صلة بما سلف، قالت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي إن سوريا تمتلك مخزونًا كبيرًا من الأسلحة الكيميائية وفي مقدّمتها غار (السارين) الذي يُعتبر فتّاكًا جدًّا، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن التقارير أكّدت استعمال النّظام السوري السلاح الكيميائي فإن الأمور لم تؤكّد من خلال فحص في المختبرات الخاصّة، خاصّة وأن هذا الغاز السام يؤدّي إلى الموت الفوري.