سلّطت دراسة فرنسية الضوء على الدور الأمريكي المتزايد في مالي، ومحاولة إشراك دول الجوار بما فيها الجزائر في مهمة إعادة الاستقرار إلى البلاد عن طريق ما يسمى ببرنامج ”ترانس صحرا” للتعاون الحربي بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ومالي. ونشر معهد ”جين جوري فوندوشن” في باريس، مؤخرا، الدراسة التي حملت عنوان ”الولاياتالمتحدة وإفريقيا والحرب على مالي” أواخر الشهر الماضي، وأعادت نشره وسائل إعلام موريتانية أنه في 2002 تم إطلاق برنامج ”بان ساحل” في أربع دول هي (مالي، تشاد، النيجر وموريتانيا) هذا البرنامج أصبح يعرف ب”ترانس صحرا” منذ 2005، وستتوسع الدول المشاركة في البرنامج لينضم إليها كل من الجزائر، بوركينافاسو، المغرب نيجيريا، السنيغال وتونس، وبذلك ترتفع ميزانية البرنامج إلى ما يناهز 100 مليون دولار. وحسب الدراسة فإنه يتم تقديم معلومات إضافية تتعلق ببرنامج ”ترانس صحرا” الذي يمتلك جناحا عسكريا يعمل تحت مظلة العملية التي تعرف ب”انديرينغ فريدوم”، حيث تقوم الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال البرنامج الأمريكي العالمي للتكوين والتدريب العسكري على تكوين الجيوش الإفريقية المعنية في الأكاديميات الحربية الأمريكية. كما لاحظت الدراسة ارتفاع أعداد المكونين من خلال هذا البرنامج الأمريكي خلال السنوات الأخيرة في ظل ارتفاع الميزانية المخصصة لدول جنوب الصحراء داخل البرنامج، وهي الميزانية التي كانت تبلغ حوالي 20.6 مليون دولار سنة 2008 لتصل إلى أكثر من 33 مليون دولار خلال عام 2012 وفق الدراسة. كما قالت إن آفريكوم يستخدم حوالي 5000 شخص في إفريقيا، موزعين على مختلف الوظائف والمهمات التي يضطلع بها جهاز ”الآفريكوم” من خلال العمليات المقام بها حاليا بالعديد من دول القارة، حيث يتواجد في قاعدة مخيم لمونيير بدولة جيبوتي وحدها 2500 شخص، بالإضافة للأطقم المتواجدة في القاعدة الأساسية للطائرات بدون طيار في العالم (القاعدة الجديدة في سيشلس وأخرى سوف تقام لاحقا في النيجر)، وتضم القارة الإفريقية عدة قواعد صغيرة موجودة بمختلف الدول الإفريقية، وخصوصا في المنطقة ما بين خليج غينيا والقرن الإفريقي. الدراسة نوّهت إلى أن مالي كانت ضمن المستفيدين من التكوينات العسكرية الأمريكية، كاشفة عن استفادة منفذ الاٍنقلاب العسكري الأخير في ماي المنصرم الضابط آمادو سونوغو الذي أثار ضجة إعلامية. الدراسة الفرنسية تعرضت لموقف الولاياتالمتحدة من الحرب الدائرة بمالي، واهتمامات واشنطن بالقارة الإفريقية ومنطقة الساحل بشكل خاص.