تحول الاعتصام الذي كان مقررا أمام مقر وزارة التربية من طرف عمال الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين إلى اشتباكات بعدما تدخلت قوات الأمن بقوة لإجهاضه ومنع المحتجين من الالتحاق بالمرادية بالعاصمة، من خلال ”سلسلة من التوقيفات مست حوالي 400 محتج، رافقها الاعتداء بالضرب، انجر عنها تحويل رئيس النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لقطاع التربية الوطنية إلى مصلحة الاستعجالات بمصطفى باشا”. واستنكر أعضاء المكتب الوطني للنقابة ”تدخل قوات الأمن التي طوقت كل مداخل مقر الوزارة وقامت بجملة من الاعتقالات انطلقت من محطة نقل المسافرين الخروبة، حيث أوقفت كل المحتجين القادمين من الجنوب وبجاية وتلمسان ومسيلة، فيما تم توقيف الذين كانوا يريدون التوجه إلى المرادية والذين ترواح عددهم بين 900 وألف”. وندد المحتجون ب”التعدي واستعمال الضرب بالعصي في وجه المحتجين الذين كانوا يريدون أن ينظموا وقفة احتجاجية سلمية دعت إليها النقابة للمطالبة بتحسين أوضاعهم المهنية الاجتماعية، حيث نقلوا أنه حتى العنصر النسوي لم يسلموا من اعتداءات الأمن، داعين لتدخل السلطات العليا لوقف مثل هذه التجاوزات”. وحذرت النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لقطاع التربية الوطنية وزارة التربية والحكومة من ”التمادي في تجاهل 130 ألف عامل مهني الذين لا تتجاوز أجورهم 13 ألف دج”، معلنة إصرارها على مواصلة احتجاجاتها لتشل امتحانات البكالوريا والمتوسط. وكان رئيس النقابة بحاري علي قد قال في وقت سابق إن العودة إلى الاحتجاج تم الإعلان عنه في إجتماع تنسيقي جهوي لمنطقة الشرق ضم من خلاله إحدى عشر ولاية، منها ولاية عنابة، والطارف، وتبسة، وسكيكدة، وأم البواقي، وخنشلة، وباتنة، وسطيف، والبرج، وبسكرة، وواد سوف، حيث ستشن فئة الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وأعوان الوقاية والأمن، جملة من الاحتجاجات منها اعتصام، أمس، وإضراب وطني أيام شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط، وذلك بمشاركة فئة الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لدواوين الوطنية للامتحانات والمسابقات. ووجهت النقابة تحذيرات إلى الحكومة ”لتغيير تصرفاتها المستمرة على خطى الحكومات السابقة، في الاندفاع نحو خصخصة التعليم، وذلك بالتضييق على هؤلاء العمال المعيلين لعائلتهم، ودفعهم إلى البحث عن مهن أخرى، ليتم إخراج هذه الفئة من جدول زيادة الأجور التي نعتبرها كارثة لا مثيل لها تهدد القطاع وتنذر بالانفجار” وفق بين صادر عن النقابة. وأكدت النقابة ”استياء عمال الأسلاك المشتركة من صمت الوزارة الوصية وامتناعها عن تسوية القضايا التي التزمت بحلها، تعبيرا عن قلقهم من صمت الحكومة على المطالب النقابية المشروعة، وعدم الاستجابة لمطالب عمال التربية، منهم الأسلاك المشتركة والعمال المهنيون العاملون بالمؤسسات التربوية والإدارة المركزية والمعاهد ومراكز البحث”.