كان اللقاء، أول أمس، بفضاء عز الدين مجوبي بالعاصمة، مع الشعر الشعبي الذي حلّ ضيفا على جمعية الكلمة للثقافة و الإعلام، بمشاركة بعض الأسماء الجزائرية البارزة، والتي أمتعت الحضور بباقة منوعة من الشعر الشعبي والشعر الفصيح، حملت معها حقائق من الواقع وصورت بدقة حالة الجزائر اليوم. اللقاء الأدبي الذي نشطته مجموعة من الفاعلين في مجال الشعر والرواية، على غرار الحائز على جائزة رئيس الجمهورية ”علي معاشي” للمبدعين الشباب الروائي سفيان مخناش، الشعراء المختصين في الشعر الغنائي كمال شرشار، نور الدين بوديسة، كريمة مختاري، مع مشاركة لشاعرة الفصيح حليمة ڤطاي، إلى جانب طلبة وإعلاميين، استهل بالتعبير عن وضع الجزائر اليوم وما تعيشه من تسيبات في جميع الأصعدة سواء الاجتماعية، السياسية أو الاقتصادية، لاسيما في قضايا الفساد التي مسّت الاقتصاد الوطني من خلال ما قدّمه الشاعر الشعبي نورالدين بوديسة، الذي أمتع جمهور مجوبي بأجمل ما جادت به قريحته ومن بين ما لفت انتباههم بشكل كبير قصيدته التي تتحدث عن الوزير الأسبق للطاقة والمناجم شكيب خليل، مشرّحا بها بوصف دقيق الوضع الذي أدخل الجزائر في فضائح كبيرة. كما حملت حروفها صورا كثيرة لمرارة الواقع الحالي، بينما حاول بوديسة أن يزرع الأمل في في القلوب من خلال ما تمناه في قصيدته بأنّه سيكون أفضل وأبهى مما سبق. وفي الأمسية قرأت ابنة مدينة سيدي بلعباس، الشاعرة الشعبية كريمة مختاري، في واحدة من قصائدها التي نثرتها بباقات عبق تفوح بحب الوطن والأرض التي راح فداء لها أكثر من مليون ونصف المليون شهيدا. كما أضفت على ما قرأته على مسامع الحضور لونا من الحب والشوق والحنين الدائم لهذه الأرض. أمّا الشاعر كمال شرشار، فعاد إلى كلمات ديوانه الموسوم ب”أجيني بالحنانة”، وتلاها بكل حب وصدق على عشاق هذا اللون الأدبي، مختزلا عبرها صورا العاصمة التي تنضخ ما تملكه من رواد في الشعر الشعبي لاسيما العاصمي، وهي الأخرى كان للحضور نصيب من كلامها البديع الشاعرة حليمة قطاي التي قرأت من شعرها الفصيح بين شعراء شعبيين، فكانت قصيدتها وردة الأمسية التي زيّنت باقة القوافي الأنيقة.