وعد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، بالعمل على تنظيم أكثر للفتوى في الجزائر، أمام الفوضى التي تطبع هذا المجال، بسبب لجوء العديد من المواطنين إلى غير السنيين وعبر القنوات الإعلامية الأجنبية، وأيضا عبر وسطاء الفكر السلفي المتشدد ببعض المساجد للحصول على فتاوى، ودعا المواطنين للتقيد بالمفتين على مستوى مؤسسات المساجد، أو عبر البرنامج الأسبوعي الذي يبثه التلفزيون الوطني. وقال غلام الله، ردا على الأسئلة الشفوية لأعضاء مجلس الأمة، إن التحكم في الفتوى أصبح أكثر من ضروري، بعد الانتشار الواسع للقنوات الفضائية غير السنية، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة، الأمر الذي قد يؤدي بالمواطن الطالب للفتوى في أمور دينه ودنياه، إلى الانحراف عن المذهب السني الذي يعتمده الجزائريون. ونصح بتجنب اللجوء إلى بدائل غير المؤسسات الرسمية، التي تمثل الاعتدال والوسطية التي ينشدها المجتمع، و”لا تلتقي مع المراجع الدينية المتشددة التي عانت منها الجزائر كثيرا”، موضحا أنه أمام ما يحدث، ”لا يوجد بديل آخر غير مؤسسة المسجد والمفتين المعتمدين”. ووجه الوزير انتقادات لمراجع الإفتاء السلفية التي تحاول دائما أن تكون قناة موازية للمؤسسة الدينية الرسمية، وهو ما يفسر المرافقة الأمنية للمساجد التي باتت عرضة لاختراق السلفيين لأوساط الشباب، تارة من أجل تجنيدهم، ومرات من أجل زرع مذاهب دخيلة على المجتمع. وأضاف ردا على عضو بمجلس الأمة بالقول ”دع الشعب الجزائري المتدين على فطرته في احتضان مشاريع بيوت اللّه، والتسابق في بنائها”، مبرزا أن أعين الوزارة والأمن لا تغفل عن المساجد، حتى لا تتحول بيوت الله إلى مراكز لنشر الفكر المتشدد. وفيما يتصل بموسم الحج، قال غلام الله إن كوطة الجزائر المرخص بها من طرف السلطات السعودية تقدر ب27800، موضحا أنه سيتم تسليم ملف للوزير الأول بشأن الأشخاص المسموح لهم بأداء المناسك هذه السنة، ممن ظهرت أسماؤهم في القرعة، مشيرا إلى أنه تم تقليص فترة أداء مناسك عمرة رمضان، بأسبوعين فقط، لتمكين باقي المعتمرين من أداء المناسك.