الغنوشي: جئت أبارك الوحدة بين أبناء معلم الوسطية والاعتدال جمع ملتقى الشيخ محفوظ نحناح للمرة الأولى بين قيادات ثلاثة من فصائل حركة مجتمع السلم، تأكيدا لمساعي الوحدة القائمة بين الأطراف الثلاثة لتوحيد “أبناء مدرسة نحناح”، فيما كان فصيل رابع (حركة البناء) يعقد مؤتمرا منفردا بالمناسبة نفسها. أعلن رئيس حركة حمس عبد الرزاق مقري، أمس، استعداده للاستقالة من رئاسة الحركة إن كانت الاستقالة ثمنا لتحقيق الوحدة بين كل فصائل الحركة، وقال مقري “مازلنا نسعى للمّ الشمل، ولقاؤنا اليوم بالإخوة في التغيير وحضور رئيس حزب تاج عمار غول يؤكد رغبتنا في تحقيق الوحدة”، داعيا “كوادر حمس والتغيير وتاج والبناء إلى وحدة اندماجية كاملة، لأنه لم يعد هناك ما يمنع تحقيقها، وأعلن اليوم أنني مستعد للاستقالة من رئاسة الحركة إن كان ذلك ثمنا لتحقيق الوحدة”. وأشار مقري إلى أنه حرص على حضور جزء من ملتقى مواز نظمته حركة البناء، للتأكيد على إذابة الجليد بين كل مفاصل حمس. وكشف رئيس حمس أن هناك مشروعا يستهدف تحقيق الوحدة أيضا بين أحزاب تكتل الجزائر الخضراء، وتشمل أيضا جبهة العدالة والتنمية، وقال “التقيت قبل يومين بالشيخ المؤسس عبد الله جاب الله، وقد أكد لي استعداده لتقديم أي تنازلات في سبيل تحقيق الوحدة، وأنه لا يشترط أي شيء في مقابل ذلك”، كما أعلن عن لقاءات جمعته بقيادات الأرسيدي والأفافاس حول الوضع السياسي في البلد، ودعا من يصفهم بصناع القرار في الجزائر إلى إتاحة الفرصة لبديل ديمقراطي خارج المخابر في الرئاسيات المقبلة. واستقوى رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، بقواعد حمس والتغيير، وطالبها بتحرير مشروع الوحدة من الاجتماعات الإدارية بين القيادات، وقال “لقد حان الوقت لتقول القواعد كلمتها، ولكي تنصت القيادات لها”، كما حيّا بيان الجيش الأخير الذي التزم فيه بعدم التدخل في الشأن السياسي. وقال رئيس حزب تاج عمار غول إن حضوره في الملتقى يؤكد عمق ارتباطه بمدرسة الشيخ نحناح، واعتبره نفسه ثمرة من ثمار مدرسة نحناح، وقال “نحناح علمنا كيف نقرأ آية التنوع والاختلاف وإزالة العوائق بين التيارات من أجل الجزائر”، ورد على سؤال عما إذا كان منخرطا في مساعي الوحدة برد عام، قال فيه إنه يتعاطى مع كافة الأحزاب وأنه منفتح على كل المبادرات السياسية. وأعلن أمين عام حركة النهضة فاتح ربيعي استعداد النهضة لتجسيد مشروع الاندماج الكامل بين قوى التيار الإسلامي. وقال رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي الذي حضر الملتقى مرفوقا بالمستشار في رئاسة الجمهورية محمد بوغازي، وخص باستقبال برتوكولي رئاسي وإقامة في جنان الميثاق، في الجزائر العاصمة، إن حضوره يؤكد رغبته في مباركة مساعي الوحدة بين أبناء الشيخ نحناح الذي وصفه ب"زعيم الوسطية ومعلم الاعتدال الذي جمع التيار الإسلامي بالوطني واليساري”. ولفت حضور الوزير مصطفى بن بادة، الذي مازال في عين رئيس الحركة متمردا على قرار مجلس الشورى بالمشاركة في الحكومة، وبرغم الموقف الحاد الذي اتخذته منه بعض قواعد حمس في المؤتمر الأخير، كما حضر ممثل عن رئيس الحكومة عبد المالك سلال الذي بعث برسالة إلى الملتقى، ورئيس اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان، والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان محمود خوذري، وقيادات أحزاب سياسية وطنية، والهاشمي سحنوني والوزير السابق أحمد مراني، وممثلين عن منظمات وطنية، اعتبارا للمكانة الهامة التي كان يحظى بها الراحل نحناح في الساحة السياسية. وأصر ضيوف الملتقى، الذي يناقش ملفات صناعة المستقبل وسيادة الشعوب من الخارج، على تكريم الشيخ نحناح بكلمات ألقاها عبد الرشيد ترابي عن الجماعة الإسلامية في كشمير وناصر الصانع رئيس مؤتمر البرلمانيين الإسلاميين من الكويت، وعبد الناصر الجبري من جبهة العمل الإسلامي في الأردن، وأسامة حمدان من حماس في فلسطين، ونجم الدين جاليش كان نجل الزعيم التركي نجم الدين أربكان وعمر عبد الرحمن من الحركة الإسلامية في السودان.