التقى رئيس حركة مجتمع السلم الدكتور عبد الرزاق مقري مع رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، أمس، في سياق مشاورات سياسية حول الانتخابات الرئاسية المقبلة، والوضع السياسي في الجزائر، ومساعي التقارب بين قوى التيار الإسلامي. أذاب لقاء جمع مقري وجاب الله، سنوات من الجليد الذي طبع علاقة حمس بالعدالة والتنمية منذ سنوات، ووصفت مصادر موثوقة اللقاء بأنه كان إيجابيا، ويعد اختراق في خط العلاقة بين جاب الله وقيادات حمس، حيث يعد أول لقاء حواري بين الطرفين منذ 20 سنة، بسبب المواقف المتباينة بين الطرفين، وتخندق حمس منذ عام 1994 مع السلطة، في مقابل تمسك جاب الله بموقعه في المعارضة، وناقش اللقاء الوضع السياسي في البلاد، وآفاق التنسيق بين نواب الكتلتين في البرلمان، وواقع التيار الإسلامي. وفي سياق تجسيد مساعي الوحدة بين فصائل حركة حمس، يفتتح يوم غد الجمعة الملتقى الدولي للشيخ محفوظ نحناح تحت عنوان “سيادة الشعوب وصناعة المستقبل في عالم متغير”، بتنظيم مشترك بين حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير، ويشارك في الملتقى راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة من تونس، وأسامة حمدان ومحمد نزال وصلاح البردويل من حماس الفلسطينية، وعبد الناصر جيري ومحمد البصن من جبهة العمل الإسلامي في لبنان، ومعن بشور عن المؤتمر القومي الإسلامي، وعمر باشا وعز الدين أبو جمال باشا من السودان، ومحمد الشحاحدة من إخوان الأردن، ومحمد الحمداوي من حركة التوحيد والإصلاح في المغرب، كما ستحضر الملتقى قيادات أحزاب إسلامية ووطنية ومجموعة ال14 للذاكرة والسيادة. وقال المكلف بالإعلام في الحركة زين الدين طبال ل “الخبر” إن الملتقى الذي يأتي في الذكرى العاشرة لوفاة الشيخ نحناح، يمثل خطوة عملية للتقريب والعمل من أجل الوحدة الكاملة بين فصائل الحركة، بعد التوافق على تنظيمه بشكل مشترك مع جبهة التغيير، ولدعوة القوى الفاعلة والحركات الإسلامية لترسيخ خط الوسطية والاعتدال الذي أسس له الشيخ نحناح، مشيرا إلى أن الملتقى يأتي في سياق وضع سياسي وإقليمي متغير. ويبحث الملتقى في تجسيد سيادة الشعوب لاختياراتها السياسية والتنموية في ظل الإكراهات الداخلية والتدخلات الخارجية، ودور النخب السياسية والمجتمعية والعسكرية في التحولات الحاصلة في العالم وفي صياغة مستقبل آمن، والوحدة والتكتلات السياسية والقضايا العادلة في العالم. ويناقش اليوم الأول الديمقراطية والانتخابات الحرة والاستقلال الاقتصادي والتداول السلمي كآليات ضمان سيادة الشعوب، وصناعة المستقبل في فكر الشيخ محفوظ نحناح، وفكر ونضالات الشيخ محفوظ نحناح بين الثوابت والمتغيرات. ويناقش اليوم الثاني مستقبل الجزائر في ظل التحولات المحلية والإقليمية والعالمية والاستحقاقات السياسية القادمة ودور النخب والشعب في صناعة المستقبل ودور وسائل الإعلام في التحولات الحاصلة والوضع السياسي في الجزائر ومستقبل سيادة الشعوب.