اتفق أصدقاء سوريا الذين اجتمعوا أمس بالعاصمة القطرية الدوحة على ضرورة دعم المعارضة السورية عسكريا، مشددين في الوقت ذاته على التعجيل في دفع طرفي النزاع الى الحوار واستباق الخيار السياسي لوضع حد لإراقة الدماء في المنطقة. توصل وزراء خارجية الدول الداعمة للمعارضة الى مجموعة من القرارات منها السرية والمعلنة على غرار أهمية تحقيق توازن عسكري على الأرض وتزويد المعارضة السورية بكل ما يساعد على دعم الجيش الحر في حربه ضد النظام، واعتبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني أن الدمار الشامل في سوريا يبعث على الخطر داعيا أصدقاء سوريا الى التدخل العاجل لوقفه، وقال بن جاسم خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عقب اختتام مؤتمر أصدقاء سورية الذي احتضنته الدوحة أمس أن المجتمع الدولي مقصر جدا حيال الوضع في سوريا متهما إياه بالتأخر في حل الأزمة، مشيرا الى ضرورة التدخل العاجل خاصة بعد تأكيد ثلاث دول استخدام الكيميائي في هذه الحرب الأهلية التي تهدد بتوسيع دائرة الإرهاب، لكن رئيس الوزراء القطري بدا متناقضا بتأكيده على الحل السياسي من جهة ودعوته الى تسليح المعارضة من جهة أخرى. من جانبه قال جون كيري أن الإطار العام لحل السياسي موجود وقائم ويحضى باجماع كافة الاطراف الفاعلة في القضية، مضيفا أن استمرار الصراع في سوريا سيزيد من الشرخ الطائفي والمذهبي في البلاد، واتهم إيران وحزب الله اللبناني بتصعيد وتيرة الحرب الأمر الذي يتطلب دعم المعارضة لتحقيق توازن في القوى العسكرية على أرض الواقع، كما أكد كيري التزام بلاده بضرورة التوصل الى جنيف 2” والعمل على تأكيد استخدام الأسد للسلاح الكيماوي، هذا الموضوع الذي فصل فيه باولو بنيرو رئيس اللجنة المستقلة التابعة للأمم المتحدة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا الذي أعلن أنه لا وجود لمعلومات تؤكد استخدام السلطات السورية للسلاح الكيميائي، مشيرا الى عدم جدوى الحل العسكري وضرورة عقد مؤتمر ”جنيف 2” للتفاوض من أجل حل سياسي يضع حدا لإراقة الدماء في المنطقة، كما أكد باولو بينيرو استحالة تحديد الجهة التي استخدمت مواد كيميائية في الحرب الأهلية السورية، وأن الدول الغربية التي تتهم النظام السوري باستخدامه السلاح المحظور لم تقدم معلوماتها للجنة، معتبرا خبراء الأممالمتحدة بإمكانهم العثور على أدلة مقنعة من خلال المعاينة الميدانية، كما قررت الولاياتالمتحدةالأمريكية إبقاء 700 عسكري أمريكي في الأردن بعد الانتهاء مناورات ”الأسد المتأهب” التي شاركت فيها قوات عسكرية من 15 دولة، تحسبا لأي تطورات أمنية وسينظم هؤلاء الجنود الى القوات الأمريكية المتواجدة هناك مجهزة بمنظومة ”باتريوت” وطائرات مقاتلة وتجهيزات عسكرية متطورة. يذكر أن مجموعة ”أصدقاء سوريا” تضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والسعودية وتركيا ومصر والأردن، واجتمع وزراء خارجيتها أمس لبحث الاتفاق على إستراتيجية دعم المجتمع الدولي للمعارضة المسلحة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.