انتفض مجددا صبيحة أمس العشرات من سكان حي المقبرة المسيحية القصديري، بعاصمة الولاية غليزان، أين شنوا احتجاجهم أمام مقر دائرتها، منددين بتماطل السلطات المحلية في الوفاء بوعود التي قطعتها على نفسها في العديد من المرات، والقاضية بترحيلهم إلى سكنات محترمة في إطار البرنامج الذي أعلن عنه الوزير الأول مؤخرا، والداعي إلى توزيع السكنات الجاهزة قبل نهاية السنة الجارية 2013. واستنكر سكان المقبرة المسيحية ”صمت” السلطات المحلية بغليزان تجاه ظروفهم المعيشية المزرية التي يعيشونها منذ عشرات السنين، بسبب غياب قنوات الصرف الصحي واهتراء الطرقات، وانتشار شتى انواع الحشرات والآفاعي بحيّيهم، الأمر الذي دفع بهم، صباح أمس إلى الخروج إلى الشارع رفقة عائلاتهم من نساء وأطفال، والاعتصام لأكثر من 4 ساعات أمام مقر الدائرة لحمل مسؤولها الأول على تمكينهم من الترحيل إلى سكنات لائقة. وقال بعض المحتجين الذين التقتهم ”الفجر” بعين المكان، إنهم يعيشون ظروفا تنعدم فيها أدنى شروط الحياة الكريمة، ببيوت هشة مهددة بالانهيار، منذ عشرات السنين، ومازاد من معاناتهم في هذا الفصل الحار غياب التهيئة الحضرية على شتى أشكالها، حيث تتناثر الأتربة في كل مكان، مشكلة سحبا أصبحت تهدد صحة الأطفال والشيوخ. واستغرب المعنيون تأخر ترحيلهم، رغم خضوعهم لعمليات الجرد في عدة مرات وكذا وعود المسؤولين بترحيلهم. رئيس الدائرة من جهته استقبل ممثلي السكان وأبدى قناعته بمطالبهم الشرعية، ووعدهم بترحيلهم قبل نهاية الشهر الفضيل، وهو الأمر الذي لم يهضمه ممثلو السكان، كونهم سئموا من هذه الوعود، مطالبين بترحليهم في اقرب الآجال. ويشار أن عملية ترحيل سكان عمارتي ديرا الورد، والشوك ومئات القطنيين بالأحواش القديمة الجماعية المهددة بالانهيار كانت وراء إلحاح سكان المقبرة المسيحية في الإسراع بترحيلهم.