عاد صباح أمس العشرات من سكان حي المقبرة المسيحية القصديري، بعاصمة الولاية غليزان، للاحتجاج أمام مقر الدائرة، منددين بتماطل السلطات المحلية في الوفاء بوعود تقدمت بها في العديد من المرات، بترحيلهم إلى سكنات لائقة في إطار البرنامج الذي أعلن عنه والي الولاية. واشتكى سكان المقبرة المسيحية من الظروف المعيشية المزرية التي يعانون منها منذ عشرات السنين بسبب غياب قنوات الصرف الصحي واهتراء الطرقات، ما دفع بهم صباح أمس إلى الخروج إلى الشارع رفقة عائلاتهم من نساء وأطفال، والاحتجاج أمام مقر الدائرة لحمل مسؤولها الأول على ترحيلهم إلى سكنات لائقة. وقال عدد من المحتجين الذين التقتهم ”الفجر” بعين المكان، إنهم يعيشون ظروفا تنعدم فيها أدنى شروط الحياة الكريمة، فبيوتهم هشة ومهددة بالانهيار منذ عشرات السنين، وما زاد من معاناتهم في هذا الفصل الممطر والبارد غياب التهيئة الحضرية بشتى أشكالها، حيث تتحول الطرقات إلى برك مائية موحلة، تشل حركة المركبات والراجلين على حد سواء. واستغرب المعنيون تأخر ترحيلهم، رغم خضوعهم لعمليات جرد عدة مرات، وأيضا رغم وعود المسؤولين بترحيلهم. ويشار إلى أن عاصمة الولاية عرفت أكثر من عملية ترحيل على غرار ترحيل سكان عمارتي ديار الورد والشوك ومئات القاطنين بالأحواش القديمة الجماعية المهددة والآيلة للانهيار. وفي السياق ذاته، احتج سكان بلدية مازونة بيحة أمس أمام مقر الدائرة على خلفية الإفراج عن القائمة الاسمية للمستفيدين من السكن الاجتماعي، والتي ضمت 77 مستفيدا. وطالب المحتجون بإعادة تطهير القائمة الاسمية المعلن عنها باعتبارها تضم أشخاصا لا علاقة لهم بأزمة السكن. وخلص المعنيون بكل من مازونة وعاصمة الولاية غليزان إلى مناشدة المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بالولاية النظر في قضيتهم باعتبار أنه الأمل الوحيد، لتخليصهم من الوضعية الكارثية التي يكابدونها.