علمت ”الفجر” من مصادر على صلة، بأن تنظيم الإخوان الأم بمصر، كثف من اتصالاته مع نظرائه في الجزائر، وفي مقدمتهم حركة مجتمع السلم، على أمل دفع الموقف الرسمي الجزائري للانحياز تجاه الإخوان. كما تتباحث عديد الأحزاب الإسلامية الوطنية، بقيادة عبد الرزاق مقري، سبل دعم الرئيس المصري محمد مرسي الذي أطاح به الشعب والجيش. كثفت حركة الإخوان المسلمين، التي انتهت وصايتها على مصر، إثر تدخل الجيش المصري، من اتصالاتها بقيادات أحزاب وحركات إسلامية، خاصة المحسوبة على تنظيم الإخوان العالمي، وفي مقدمتها حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير. ودعا إخوان مصر، نظراءهم بالجزائر، لبحث سبل توجيه الموقف الجزائري القائم على الحياد، في صف الرئيس المصري محمد مرسي، وفي هذا الصدد، أضافت ذات المصادر أن رئيس حركة مجتمع السلم، المعروف بولائه لتنظيم الإخوان العالمي، يجري اتصالات مكثفة مع قادة الأحزاب الإسلامية، لتنسيق مبادرة دعم جماعة تيار الإخوان بمصر، الذي يواجه مأزقا سياسيا بعد عزل الرئيس محمد مرسي، وتوقيف نائب المرشد العام أحمد بديع. ويرى الكثير من الملاحظين أن الأحزاب الإسلامية الجزائرية، في مقدمتها حركة مجتمع السلم، دخلت مرة أخرى في مأزق بمخالفتها للخطوط العريضة للسياسة الخارجية الرسمية، حيث اعتبرت كل من حركة مجتمع السلم في بيان رسمي، أن عزل الرئيس المصري محمد مرسي ”انقلاب على الشرعية ”، وهو الموقف الذي عبرت عنه أيضا جبهة التغير بقيادة عبد المجيد مناصرة، في حين عبرت وزارة الخارجية الجزائرية في تصريح لناطقها الرسمي عمر بلاني، عن أملها أن تلبي المرحلة الانتقالية بمصر طموحات الشعب وتحفظ الأمن والاستقرار. ويسجل هذا الخروج عن السياسة الرسمية للخارجية للمرة الثانية ضد كل من جبهة التغيير وحركة مجتمع السلم، بعد تزكيتهما الجهاد في سوريا ضد نظام بشار الأسد، على هامش انعقاد المؤتمر الدولي العاشر لمؤسس حركة مجتمع السلم الراحل محفوظ نحناح.