يتعرض المسافرون الجزائريون بحرا، من زبائن متعاملي الجوال، ”نجمة”، ”جيزي” و”موبليس”، إلى اختراق وتشويش على شبكاتهم بمجرد ابتعاد الباخرة أمتارا عن اليابسة، حيث يتلقون رسائل نصية من متعامل هاتف أمريكي ”سيديما” تبعث لهم عبر الأقمار الصناعية، الأمر الذي يعيد للأذهان برامج التجسس ”بريزم” الذي طورته ”سي. آي. إيه”، ضد المادة الخلوية للهاتف وجميع الرسائل والمواد المتبادلة عبر النت. والأمر المثير للجدل أن المتعاملين الآخرين للهواتف الخلوية كالإسباني ”موفي ستار”، تصل المسافر بحرا، بعد ساعات طويلة من تلك التي تبثها الشبكات الأمريكية للهاتف النقال الواقع على بعد ملايين الكيلومترات عن التراب الوطني، لأن التشويش أو الاختراق الذي يحدث مع المتعامل الإسباني، تمليه قرب المسافة، الأمر الذي يختلف تماما مع المتعامل الأمريكي الذي يبث تلك الرسائل عبر الأقمار الصناعية وعلى بعد أمتار فقط من اليابسة. ويشعر المسافر على متن البواخر الجزائرية، مثلما كان الأمر بالنسبة لنا على متن باخرة طارق ابن زياد، أن مكالماته وجميع المواد التي يتبادلها عبر جواله هي تحت الرقابة. وأكدت شهادات متطابقة من قيادة الباخرة، أن ذبذبات الشبكات الخلوية الأمريكية، هي أكثر الشبكات التي تصل لهواتف المسافرين الجزائريين، ويحدث ذلك قبل أن تصل الرسائل القادمة من متعاملي الهاتف بفرنسا ك”أورانج ”، أو إسبانيا ك”موفي ستار”. وتعكس الرسائل المتكررة التي تصل المسافر، قوة الرصد والتحكم التي تحوز عليها الاتصالات الأمريكية، وحضورها عبر جميع نقاط العالم بفضل الأقمار الصناعية التي تتحكم فيها بدقة عالية وقبل أي متعامل أوروبي آخر، وتكشف حقيقة برامج التجسس والمراقبة ”بريزم” التي طورتها وكالة الاستخبارات الأمريكية.