يعتبر نظام تحديد المواقع الجغرافية GPS أحد التقنيات المجانية الهامة التي أصبحت في متناول كافة المستخدمين، لا سيما مع بدء كثير من شركات الهاتف الجوال بتضمين هذه الخدمة في بعض الطرز التي تنتجها، وحتى وقت قريب كانت أنظمة تحديد المواقع تقتصر على إستخدامات خاصة مثل شركات الشحن التي تعتمد على هذا النظام لمراقبة حركة شاحناتها وأساطيلها، أو شركات النقل البري التي تستعين به للتعرف على طريقة توزع سيارات الأجرة في المنطقة، وشركات النقل الطيران والملاحة الجوية، إلا أنها أصبحت اليوم من التقنيات المتاحة أمام كافة المستخدمين، لاسيما مع انتشار طرز عدة من الهواتف الجوالة التي تدعم هذه الأنظمة. نظام ملاحي مكون من شبكة أقمار صناعية يصل عددها إلى 24 قمرا إذ يعتبر هذا المفهوم عن نظام ملاحي مكون من شبكة أقمار صناعية يصل عددها إلى 24 قمرا مثبتة في مدارات محددة من الفضاء الخارجي، فالهدف الأساسي من هذه الشبكة كان في السابق هدفا عسكريا بحتا، بعدها أصبح هدف هذا الأخير مدنيا و نظام ال GPS يعمل تحت جميع أنواع الظروف الجوية ، و في كل مكان في العالم ، وعلى مدار 24 ساعة في اليوم . GPS يتجسد فعليا بالجزائر العام 2006 وبخصوص دخول هذا المشروع إلى الجزائر فقد جاءت نتاج وجود صعوبات عدة عان منها السائقين الذين يقطعون آلاف الكيلومترات في إطار البعثات الخاصة بالشركات الوطنية و الخاصة بالإضافة إلى إستفحال ظاهرة سرقة السيارات التي إنتشرت بشكل فضيع خاصة في الآونة الحالية فالبداية سنة 1996كانت كفكرة لتطلب من الهيئات الرسمية شهر جويلية 2004 ليعطي الضوء الأخضر العام 2005 ويتجسد المشروع فعليا العام 2006،وهو الأمر الذي تفطنت إليه إحدى شركات التي جعلت عملها موّجه لتفعيل تقنية الجي بي أس بالجزائر وهي شركة ESSIFI الجزائر من خلال مسيرها السابق زوبير بورزاق التي عملت على تجسيد الفكرة و الإعلان عنها في المؤسسات الإقتصادية الكبرى في الجزائر كسونطراك ، نفطال ، سونلغاز ،تونيك أومبلاج والبعض من القطاعات الوزارية التي قبلت الفكرة لتنتظر الجزائر بعدها التجسيد الفعلي لهذا النظام الذي أجزم عليه الكثيرون بالفشل خاصة البنوك بكاملها ماعدا البنك الأردني "هاوسن"الذي تقبل الفكرة بعد أن منحت سلطة الضبط تأشيرة الإنطلاقة ليقرّر العازمون على إدخال نظام تحديد المواقع الجغرافية GPS أن يخطون إلى البقاء وتطوير المشروع الذي أصبح حاليا أمرا إلزاميا بعد تفطن الكثير من المؤسسات والدوائر الوزارية بالجزائر لضرورة إستخدام هذا النظام الذي أصبح فعّال مقارنة بالسنوات الماضية. يعمل بدوران أقمارGPS حول الكرة الأرضية هذا النظام التكنولوجي حسب ما أدلى به بعض الخبراء بالجزائر والتي إستطلعتهم "الشروق أون لاين"يعمل بدوران أقمارGPS حول الكرة الأرضية في مدارات محددة و دقيقة جدا مرتين خلال 24 ساعة و خلال دورانها تبث إشارات تحمل معلومات عن الأرض ، من خلال بعض العمليات الحسابية ليحدد بالضبط موقع المستخدم ،وهناك أيضا محطات أرضية تستقبل المعلومات من القمر الصناعي و على أساسها تقوم هذه المحطات بتزويد القمر بمعلومات مهمة من أجل أن يعمل على الوّجه الأفضل مثل التوقيت و المدار و الموقع ....الخ وهذا يعني أن الاتصال مزدوج بين هذه المحطات الأرضية و الأقمار الصناعية . أين هذه الأقمار الصناعية و الموقع المحدد لها؟ أما فيما يخص جهاز الإستقبال GPS فإنه يعمل على تساؤلين مهمين وهما ،أين هذه الأقمار الصناعية ؟ و الموقع المحدد لها ؟ حيث يقوم الجهاز بالتقاط معلومات من الأقمار الصناعية التي تتضمن موقع تلك الأقمار التقريبية و هذه المعلومات ترسل بإستمرار ويقوم الجهاز بتخزينها في ذاكرته من اجل معرفة مدار كل قمر و أين يجب أن يكون و هذا النوع من المعلومات يحدث بإستمرار من قبل المحطات الأرضية التي تحدثنا عنها. بُعد جهاز التحكم GPS عن الأقمار الصناعية وبخصوص بُعد هذه الأقمار عن جهاز التحكم يضيف الخبير بورزاق مدير عام شركة أسيفي المتخصصة في أنظمة تحديد المواقع الجغرافية ،"أن الجهاز بعد أن يحدد موقع الأقمار في الفضاء بكل دقة ،حيث يحتاج إلى معرفة كم تبعد عنه هذه الأقمار أي المسافة المحددة و يستطيع عمل ذلك عن طريق معرفة الوقت الذي إستغرقته الإشارة للوصول، و هذا يتم تحديده بمعرفة وقت إنطلاق الإشارة من القمر ووقت إستلامها و فارق الوقت بينهما ،وهو الوقت الذي إستغرقته الإشارة في الفضاء من أجل الوصول إلى الجهاز . GPS يدعم ميزة رسائل الوسائط المتعددة "أم أم أس"في الهاتف النقال وتتطلب هذه الخدمة بدورها أيضا هواتف نقالة لتدعم ميزة رسائل الوسائط المتعددة "أم أم أس"و تكاد تنعدم الهواتف النقالة التي لا تدعم هذه الميزة في وقتنا الحالي ، إذ بعد الإشتراك بها يتم تلقي رسالة تحتوي على خريطة بمكان المستخدم بمجرد إرسال رسالة نصية بالرمز " أم.-أم أم أس " قصد تحميل الخريطة على الهاتف النقال وهو المجال الذي أثار حفيظة متعاملي الهاتف النقال بالجزائر قصد تفعيل هذه الخدمة للزبائن وهو الامر الذي باشر فيه متعامل الهاتف النقال الرائد في الملتيمديا "نجمة"بعد وهو يحضر ويتفنن في عمليات الابتكار قبل إستخدامه لتقنية الجيل الثالث التي تسعى وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال لإعداد عدة إطلاقها قبل نهاية العام الجاري 2013. نسبة الخطأ في نظام GPS إنخفضت بشكل جد كبير فجهاز ال GPS في السنوات الأخيرة أصبح دقيق جدا بشكل فائق حتى أن معدل نسبة الخطأ فيه انخفضت بشكل جد كبير و ذلك بفضل تطور برامج و قطع الإستقبال داخل الجهاز،على أن الأمر لا يخلو من بعض العوائق التي تؤثر على دقة أجهزة ال GPS و لعل أهم مصادر الخطأ في هذا المجال نذكر منها ،أن هناك أخطاء ناتجة عن بطء الإشارة من القمر الصناعي،وذلك لإن الإشارة تقل سرعتها عندما تجتاز الغلاف الجوي في طريقها إلى الجهاز، و عادة تكون أجهزة الإستقبال مزودة بنظام يقوم بحساب معدل التأخير من أجل تصحيح هذا الخطأ . وكذلك أخطاء ناتجة عن إنعكاس و إرتداد الإشارة نتيجة إصطدامها بعوائق مثل البنايات الطويلة أو الصخور و الجبال و هذا من شأنه أن يزيد من سرعة إنتقال الترميز و بالتالي يسبب أخطاء ، و أخطاء ناتجة بسبب الساعة الداخلية للجهاز ، لان هذه الساعة ليست بالدقة التي عليها الساعة الذرية الموجودة في القمر الصناعي ، و من أجل ذلك قد تكون هناك أخطاء بسبب التوقيت و أخطاء تحدث بسبب عدم دقة المعلومات التي يرسلها القمر الصناعي عن موقعه في الفضاء، و عدد الأقمار الصناعية التي يستطيع الجهاز رؤيتها ، فكلما زاد عدد الأقمار زادت الدقة و العكس صحيح ، فالمباني و المجالات الكهربائية و المغناطيسية تسبب عدم رؤية الجهاز للأقمار و بالتالي تسبب قطع الإشارة و تسبب الأخطاء في التحديد أو حتى إحتمال عدم قدرة الجهاز على تحديد الموقع نهائيا. GPS ينحصر العمل به من خلال جهاز كمبيوتر عمليا فإن الشركات التي كانت على عاتقها العمل بنظام تحديد المواقع الجي بي أس بما في ذلك شركة أسيفي وجيوسيس التي إستطلعنا مسؤوليها ،حيث أكدو هؤلاء أن من خلال جهاز كمبيوتر تستطيع أي شركة مراقبة سياراتها و شاحناتها التي هي موجودة في الميدان حيث يراقب هذه الأخيرة 24 قمر صناعي ، فمثلا نجد السيارة الواحدة مراقبة من طرف 5 إلى6 أقمار صناعية مبرمجة آليا عن طريق كمبيوتر ثابت أو محمول بالإضافة إلى الهاتف النقال الذي نستطيع من خلاله كشف مسارا السيارة أو الشاحنة و السرعة المقدرة لها و كذا كمية الوقود الذي بحوزتها و هذا لا يعني السيارات فقط بل تعداها إلى الحاويات الموجودة بالميناء و البواخر و حتى الطائرات .