يتزامن، هذا العام، شهر رمضان المعظم مع فصل الصيف وموسم العطل، الأمر الذي يطرح على الساحة معطيات اجتماعية في مجالات عدة، لاسيما الهياكل بما في ذلك المساجد التي يزداد عليها الإقبال خلال الشهر الفضيل من قبل الصائمين لأداء صلاة التراويح، وهي السنة التي يحرص عليها جموع الجزائريين، وحتى غير المصلين في غير رمضان فبمجرد أن يحل الشهر الكريم يتحولون إلى المساجد للصلاة.. وهي العادة التي لا يختلف فيها الرجال والنساء وحتى الصبيان الذين يرافقون أوليائهم. ونظرا لهذا الإقبال الكبير على التراويح وجدت السلطات نفسها مجبرة على التعامل معها وفق منطق يفرض توفير الحماية للناس من الناحية الأمنية وتوفير الهياكل المعدة لاستقبال المصلين. وزيادة على تهيئة المساجد وبيوت الله التي يزداد الإقبال عليها خلال هذا الشهر، فيكفي أن نعرف أنه على امتداد الجمهورية أزيد من 15 ألف مسجد لصلاة التراويح يؤمها الناس، لتوفير الأمن وضمان السلامة للناس. الأمر الذي دفع الحكومة إلى توفير قرابة 300 ألف عنصر من الشرطة والدرك والأسلاك الأمنية لتأمين حياة الناس ومصالحهم. ولأن رمضان هذا العام يتزامن مع فصل الصيف، فإن ثمة متغيرات تتحكم في اختيار الناس لمساجدهم، وتأتي على رأسها توفير وسائل الراحة مثل المكيف والماء البارد. لهذا فإن أغلب المساجد والمصليات التي يعاد تهيئتها لاستقبال المصلين خلال رمضان يتم تركيب المكيفات فيها لضمان الراحة للمصلين، خاصة أن من بينهم مرضى وعجزة وشيوخ. زيادة على ذلك فإن المصلين يختارون المساجد التي تتوفر على ”باركينغ” وأماكن ركن السيارات، وكذا الإمام الذي لا يطيل القراءة على الناس. ولعل أهم شرط يحرص أغلب الجزائريين على توفيره في المساجد التي يقصدونها هو الصوت الجيد عند المقرئ أو مرتل القرآن. لهذا نجد بعض المساجد مكتظة لأن الناس يقصدونها أكثر من غيرها، وهذا بفضل المقرئ الذي ترتفع بورصته ويشتهر بين الناس. شهرة المقرئ أو المرتل تحددها سيرته بين الناس، ولم يعد اليوم تناقل الأخبار والأسماء بين الناس من رواد المساجد الوسيلة الوحيدة لذلك بل تعدها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث صارت الشبكة العنكبوتية اليوم تتناقل أخبار وأسماء وحتى تراتيل المقرئين والائمة، لتنصح الناس وتوجيههم إلى الأماكن التي تتوفر على أحسن الأصوات. وقد ساهمت مواقع التواصل في الترويج لبعضهم حتى صاروا ”نجوما” يقطع الناس المسافات الطويلة لأجل الاستماع إليهم.