تعرف أغلب مساجد الجزائر جملة من التحضيرات التي تعودت عليها كل سنة من أجل استقبال زوار بيوت الله واستعدادا لقيام رمضان من خلال، صلاة التراويح التي لها مكانة كبيرة في نفوس المؤمنين، بدليل تلك الوفود التي تعجّ بها المساجد في كل ليلة. لا تقتصر تحضيرات رمضان على البيوت والأسواق بل شملت حتى المساجد التي تعرف إقبالا منقطع النظير طوال أيام الشهر الفضيل، وحسب بعض من تحدثنا إليهم فإن المساجد تعجّ بجموع المصلين في صلاة التراويح من كل يوم وفي صلاة الجمعة، كما يزداد عدد المصلين في الصلوات الخمس مقارنة بسائر الأيام، وهو ما جعل عملية تجهيز المساجد لهذا الحدث ضرورة تفرض نفسها. "السلام" زارت بعض المساجد وتحدثت إلى بعض رواد بيوت الله من أجل الوقوف عند أهم الاستعدادات التي تراوحت على العموم، بين عمليات التنظيف وتوفير بعض المعدات التي يحتاج إليها المصلون خلال تواجدهم في المساجد. جامع علي بتشين بساحة الشهداء استعدّ لاستقبال المصلين من خلال تنظيف كل زواياه،المراحيض وأماكن الوضوء وتجهيزها بأدوات جديدة وكذا تنظيف الأفرشة، وذلك لاستقبال سكان العاصمة القريبين من المكان الذين دأبوا على أداء صلاة التراويح في هذا المسجد تحديدا. المسجد الكبير الذي لا يبعد كثيرا عن الأول يستقبل بدوره عددا أكبر من المصلين وعلى حدّ تعبير بعضهم، فإنهم على أتم الاستعداد من أجل قضاء صلاة التراويح في أجواء روحانية مميزة، وفي هذا الصدد يقول أحد المواطنين الذين تعودوا على أداء صلاة التراويح بذات المسجد: "أنا أقطن بباب الوادي ولكنني أفضّل دوما أن أصلي في المسجد الكبير حيث أجد راحتي، لأنه واسع ويتوفر على المكيّفات ما يجعل جموع المصلين لا ينشغلون إلا بذكر الله سبحانه وتعالى". انتقلنا إلى عين نعجة التابعة لبلدية جسر قسنطينة للوقوف عند آخر التحضيرات بأهم مساجدها، منهم مسجد الرحمن الذي يعرف إقبالا كبيرا من طرف سكان المنطقة رغم أن أشغال التشييد لا تزال قائمة، فالمسجد لم يكتمل بناؤه إلا مؤخرا، ولكن لم يتم تجهيزه كما ينبغي إلا أنه لا بديل عنه بالنسبة لسكان المجمعات السكنية القريبة منه. ويقول (ع .و) أحد المصلين بالمسجد أن أشغال التهيئة لم تنته وذلك بسبب قلّة الإعانات المقدمّة لهذا الغرض، كما يضيف ذات المتحدث أن المسجد كان يعاني من عدة نقائص في السنوات الفارطة، مثل عدم توفر مكبّر صوت صالح وكذا المكيفات بالعدد الذي يغطي مساحة المسجد، إضافة إلى انقطاعات الكهرباء التي كانت تحدث بين الحين والآخر وتحرم المصلين في كل مرة من إكمال صلاتهم كما يجب، وهي الأمور التي سعى المشرفون لتجاوزها هذه السنة. هذا وحرصت بعض المتطوعات على تنظيف أفرشة المسجد فيما تبرع البعض الآخر بزرابي جديدة استعدادا لشهر من القيام وسط ديكور يشرح النفس ويحثها على العبادة. مسجد أبو بكر الصديق بعين النعجة تحفة فنية بما للكلمة من معنى يشهد هو الآخر توافد المصلين من المنطقة وخارجها، حيث تعرف الحظيرة القريبة من المسجد اكتظاظا في عدد السيارات المركونة في المكان بعد أن حرص البعض على قطع مسافة كبيرة من أجل الصلاة في هذا المسجد خصوصا يوم الجمعة، فمساحته شاسعة وبنايته زينت بزخرفة إسلامية غاية في التنسيق، حيث يضم مدخلين عبر معبرين خاصين أحدهما للرجال وآخر للنساء،هذا وأشاد الكثير من المقبلين على المسجد بإمامه الذي يقال إن له صوت تستأنس له الأذن، وهو ما يفسّر ذلك الإقبال الكبير على هذا المسجد على حد قول البعض. مسجد 720 بعين النعجة رغم صغر مساحته وموقعه الذي تقابله مفرغة عمومية، إلا أنه يستقبل وفودا من مصليي التراويح، أما عن استعداداته فهي لا تختلف عن المساجد الأخرى فيما أخذ بعض المواطنين على عاتقهم عملية تنظيف محيطه الخارجي. قلّة المكيفات وانعدام الحظائر أكثر ما يؤرّق المصلين من خلال حديثنا مع بعض المواطنين أكدوا لنا أن بعض مساجد منطقة عين النعجة لا تحتوي على مكيفات هوائية بالعدد الكافي، ومنهم من لا زال يعتمد على المراوح الكهربائية المعلقة في السقف في بعض زوايا المسجد، وهو ما جعل أغلب المصلين لا يؤدون صلاتهم كما ينبغي وكل واحد يريد الانتهاء من التراويح في أقرب وقت ممكن للتخلص من حرارة الجو الممزوجة بحرارة التزاحم الكبير ما يؤدي إلى بعض الإغماءات، في الوقت الذي فضّل الكثير من المصلين الصلاة في بهو المسجد. انعدام الحظائر بالقرب من المساجد مشكل آخر طرحه بعض المواطنين ما جعل الكثير منهم يعاني الأمرين قبل أن يجد مكانا يركن به سيارته من أجل أداء صلاة التراويح، خاصة إذا كانت المسافة بين البيت والمسجد كبيرة، فالمساجد غير متوفرة في كل الأحياء السكنية.