لجنة حكومية عالية المستوى بقيادة رئيسي حكومتي البلدين تجتمع الخريف المقبل باريس حريصة على الاستفادة من تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب قال السفير الفرنسي بالجزائر، أندري بارون، إن لقاء أمنيا عالي المستوى، سيجمع كبار المسؤولين الجزائريين والفرنسيين الخريف المقبل، لمناقشة التحديات التي تواجه المنطقة وخطر الإرهاب، وأشار إلى أن تجربة الجزائر نموذجية في مكافحة الإرهاب، و”باريس حريصة على الاستفادة منها قدر الإمكان”. أوضح أندري بارون، في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني لبلاده، بمقر السفارة بالجزائر العاصمة، والذي حضره وزراء يتقدمهم وزير النقل عمار تو، وشخصيات جزائرية وفرنسية، وقدماء محاربي فرنسا، أن مكافحة الإرهاب لم تترك فرنسا تختار أي حل خارج التدخل العسكري في مالي، مشيرا إلى أن الحوار هو الحل الوحيد والدائم للبناء في المرحلة القادمة، ولم يستثن من هذا السياق، الدعم الذي تقدمه الجزائرلفرنسا، لوجود نقاط توافق، منها السلامة الترابية لدولة مالي، التي قال بشأنها ”إنها باتت مؤمنة وليست في خطر”، وذكر بأن ”الجزائروفرنسا تعملان اليد في اليد مع المجموعة الدولية لبناء ولإرساء السلام في هذا البلد الصديق”. واستعاد السفير الفرنسي الاعتداء الإرهابي على منطقة تيغنتورين، وشبكات التهريب والجريمة، ليحذر من التهديدات التي تعيشها دول المنطقة وانعكاسها على أمن واستقرار المجتمعات، معتبرا أن التضامن والتعاون الدوليين هما الحل الوحيد لتصدي لمثل هذه الآفات العابرة للحدود، واستدل بالنتائج المحققة بين الجزائروفرنسا، وفي مقدمتها تعزيز قنوات الحوار حول الأزمة المالية، وتحقيق تقارب في وجهات النظر بين البلدين. وثمن السفير أمام سفراء بعض الدول وعدد من الوزراء، حصيلة العلاقات الجزائرية - الفرنسية للسنة الفارطة، ووصف العلاقات بين البلدين بالقوية في جميع المجالات والميادين، لكنه قال إنه ”بإمكان جعلها أفضل بكثير، لأن الإمكانيات متوفرة لدى الطرفين”، وواصل بأنه ”بعد مرور 50 سنة من الاستقلال، قد حان الوقت لإعطائها دفعة جديدة”، وأبرز أنه ”سعيد بعد مرور سنة بأن ذلك الحلم في طور التحقق”. ... زيارة هولاند أدخلت علاقات البلدين مرحلة جديدة ميزتها إرادة مشتركة للنظر نحو المستقبل واعتبر المتحدث أن المحرك الرئيسي لتلك القفزة في العلاقات الثنائية هي زيارة رئيس الدولة للجزائر فرانسوا هولاند، في ديسمبر الماضي، بدعوة من الرئيس بوتفليقة، مشيرا إلى أن تلك الزيارة أدخلت العلاقات الفرنسية - الجزائرية مرحلة جديدة ميزتها إرادة مشتركة للنظر نحو المستقبل وبناء شراكة مشجعة ونموذجية بين البلدين، مضيفا أن إعلان الجزائر حول الصداقة والشراكة بين فرنساوالجزائر، يحدد بصراحة الخطوط العريضة للشراكة وهو مثابة خريطة الطريق، وقال إن الدليل على ذلك هو تواصل الزيارات الوزارية، وتوقيع اتفاقيات جديدة وفتح قنوات حوار أخرى، وأبرز أن تقييم التطورات والتعاون سيكون موضوع لجنة حكومية عالية المستوى ستجتمع قبل نهاية السنة، ويقودها رئيسا حكومتا البلدين. وذكر السفير أندري بارون، أن زيارة هولاند، للجزائر، سمحت بتعزيز التعاون في مجالات التربية التعليم والتكوين المهني باعتبارها التحديات الكبرى للبلدين، موضحا أن فرنسا مستعدة لدعم جهود الجزائر في هذا المجال، ولم يستثن المتحدث العلاقات بين المجتمعين الفرنسي والجزائري، بالنظر للعدد الهائل من الرعايا بالبلدين، ووعد ببذل الجهود لحل مشاكل الجاليتين. أما في الشق الاقتصادي، فقد اعترف السفير الفرنسي بالجزائر بوجود تقدم في المجال والاستثمار، ممثلا في توقيع عدة اتفاقيات تعاون، كانت متبوعة بعدة زيارات وزارية من الطرفين.