قاد سكان أقصى الحدود الجنوبية والمحاذية لمالي سلسلة احتجاجات، وهددوا بتصعيد شدتها بعدما حرموا من كثير من الأمور، بلغت ذروتها عملية الإقصاء التي تعرض لها عدد منهم بحرمانهم من خيم تقيهم شدة الحرارة التي تقارب 50 درجة، كما حرم اغلبهم من قفة رمضان في وضع يهدد بتفجير الوضع بهذه المنطقة المعروفة بتوترها. حرم البدو الرحل بأقصى الحدود الجنوبية من الاستفادة من قفة رمضان على الرغم من حاجتهم الماسة إليها وهم يعانون الأمرين لتوفير لقمة العيش في أعماق الصحاري، وتعرضوا لعملية إقصاء من هذه الإعانة التي توفرها الدولة بعد حرمانهم من الاستفادة من خيم تقيهم أشعة الشمس الحارقة، وكشف أحسن رمضاني، رئيس جمعية الفصيل لتربية الإبل، والتي تُعنى بالبدو الرحل ومربي الإبل في اتصال ب”الفجر”، أن الوضع في أقصى الحدود متوتر وينبئ بانفجار اجتماعي وشيك، بالنظر إلى الأوضاع الكارثية التي يتواجد عليها السكان، خاصة منهم البدو الرحل الذين تم التخلي عنهم لمواجهة مصيرهم لوحدهم تحت أشعة شمس حارقة تصل في بعض الأحيان إلى 50 درجة، موضحا أن المصالح المعنية حرمتهم من حقهم في الاستفادة من قفة رمضان، رغم أنهم أحوج إليها كونهم يعتمدون كل الاعتماد على ثروتهم الحيوانية، وبسبب الأزمة المالية وغلق الحدود، بقي كثير منها في الضفة الأخرى التي تتوفر فيها على الآبار والعشب، وأجبر العديد منهم على البحث عن سبل أخرى لتأمين المأكل والمشرب لعائلاتهم، وإن كانت الظروف بالمناطق الصحراوية أكثر من صعبة لافتقار المنطقة لأدنى ضروريات العيش الكريم، بالتركيز على مجرد طريق أو آبار يمكن أن يلجأ إليها المارة الذين يسلكون طرقا قد تمتد إلى 700 كلم. وأضاف رمضاني، أن 24 عائلة من البدو الرحل، لا تبعد عن منطقة تيمياوين أكثر من 7 كلم فقط، لم تستفد من المعونة، وأنها وبالرغم من قربها لم تنل حصتها من الألف خيمة التي من المفروض توزيعها على هؤلاء، دون الحديث على المئات المتوزعين في أكثر من منطقة بالحدود، والتي لم تحصل على حقها في المعونة، وهو ما جعل كثيرين يدخلون في احتجاجات أمام البلديات الحدودية للتعبير عن سخطهم وهددوا بتصعيد لهجتهم حتى يسمع صوتهم للسلطات الوصية.