تعتبر الحنة من التقاليدالراسخة في المجتمع الجزائري، إذ يستحيل لأي مناسبة فرح، حفل زواج، ختان، خطبة أن تخلو من الحنة، حيث تعتبر الجزائريات من أكثر النساء تمسكا بهذه العادة التي قد تتعدى الأفراح وحفلات الزواج إلى المناسبات الدينية، مثل المولد النبوي وعاشوراء وليلة النصف من رمضان وغيرها. قد تختلف طقوس وضع الحنة وما يرافقها حسب تقاليد كل منطقة، لكنها تشترك في جوهر المناسبة والتزام تقريبا كل العائلات الجزائرية بها في أفراحها. حيث تقدم السيدة الكبيرة في العائلة، مثل الأم أو الجدة أو العمة أو الخالة، أو من يقوم مقامها على خلط الحنة مع حبة بيض و قطعة سكر، وقد تخلطها بالماء أو ماء الورد وتوضع على يد العروس في شكل دائرة أو على إصبع العريس ليلية الحناء، أي ليلة قبل دخول العروس إلى بيت زوجها. وكانت في القديم هذه العملية تأتي مصحوبة بالرقص والغناء وحتى ضرب البارود، حيث كان أهل العريس ينتقلون ليلا إلى بيت العروس أين تشرف أمه أو خالته أوجدته على وضع الحنة في يدي زوجته، وتقديم بعض من الحناء للعروس تتذوقها جلبا للفال بكثرة الأولاد. كما تقوم العروس في ختام الحناء بتوزيع الحلويات على البنات غير المتزوجات في الجلسة، وربما وضعت شيئا من حنة يدها في أيديهن، وهذا أيضا لجلب الحظ بزواج سريع للفتيات. لكن مع الظروف الأمنية التي عرفتها الجزائر في التسعينيات وكذا انتشار الشعوذة، تقلصت هذه الطقوس حيث صارت الحنة توضع للعروس من قبل أهلها أو لا توضع أصلا. كما تطورت طقوس الحنة وتغيرت أيضا استعمالاتها وأشكالها، حيث صارت عرائس اليوم تتزين بها في شكل نقوش أو وشم فوق الكتف والأرجل والأيدي، وقد تعوض أيضا الاكسسوارات تماشيا مع الموضة. كما صارت الحناء اليوم تستخدم كصبغة للشعر، لأنها تقدم أفضل الخيارات لتعويض الصبغة التقليدية، خاصة أنها مادة خالية من المضافات الكيمائية التي تكون عادة سببا في عدة مشاكل للشعر، منها الجفاف والتقصف والتساقط. كما تمنح خيارات للسيدات لها علاقة بأشكال ولون الصبغة التي يمكن تغييرها في ظرف قياسي.