لم يكن المزابيون والإباضيون يوما ينتظرون أن توزع عليهم شهادات الاعتماد على تدينهم، ولا ينتقص منهم وصفهم بالخوارج، ولا يعني عندهم أن يرضى عنهم السلفيون أوالوهابيون أو غيرهم أو حتى الأنظمة السياسية..الدين الإسلامي والمذهب الإباضي كما تعلمناه في مدارسنا الحرة وبيوتنا هو لإرضاء الله وحده...ولا يحرك فينا أن يخرجنا البعض عنوة من أهل السنة والجماعة، أو تتجاهل الحكومة إلى يومنا الاعتراف بالمذهب الإباضي وتدرس المذهب في المقررات المدرسية، احتراما لجزء من هوية الجزائر، بينما يدرس المذهب الشيعي! .. في انتظار أن يفي الرئيس بوتفليقة بوعده الذي قطعه العام 1999 لما نزل ضيفا عزيزا على مشائخ مزاب ينشد دعمه للرئاسة بأن يدرّس المذهب في الجامعات الجزائرية. ما قاله الشيخ فركوس ومن سبقوه ومن قد يأتي من بعده، لا يحرك في تدين الإباضيين وانفتاحهم على المذاهب السنية.. ربك وحده أعلم بمن تقبل أعماله، ونحن كلنا ندندن حول الشهادتين وأركان الإسلام الخمسة ونرجو أن قبوله يوم الحشر، والظفر بجنته. أما في الدنيا، فما لا يفهمه هؤلاء أن العبرة بالعبادة لوجه الله الواحد، العالم بما في القلوب..والبشرية من غير المسلمين لا يهمهم أي مذهب تتبع ولا كيف تصلي، ولا ما تلبس، ولا ما تعتقد، بقدر ما يهمه أن ينعكس إسلامك في أخلاقك وقيمك وتعاملاتك مع الآخرين، وأبرزها ”قيمة التسامح والاحترام، وعدم إقصاء الآخر”.. هذه هي القيم التي تربينا عليها... إقصاؤك للإباضيين من أهل السنة والجماعة يا شيخ فركوس ليس ما ينقص المسلمين الغارقين في الفتن المذهبية والطائفية.. الإباضية والمزابيون يحبون الإسلام ويحفظون القرآن، ونحن بحمد الله ندود على دين الله الأوحد من دون أن ننتظر قبولا أو اعتمادا من أحد، لأن الدين لله وليس لإرضاء أحد..ومذهبنا علمنا أن تكون أخلاقنا انعكاسا لتعاليم ديننا. أما ما يقوله المتطفلون على الإسلام، والمنتسبون له، فذاك لا يحرك فينا ولا يهز من قناعاتنا، وأملنا في رضاء الله والفوز بجنته..رحم الله بن خدة ويحي بوعزيز، وغيرهما ممن أنصفوا المزابيين وأقر بدورهم في ثورة الجزائر، ورحم الله قطب الأئمة الشيخ اطفيش، والشيخ بيوض وعلماؤنا الفطاحل الذين علمونا أن نتمسك بالإسلام إرضاء لله، وما نختلف فيه مع إخواننا المالكية وغيرهم من قبيل الفروع وليس الأصول..ومن شاء أن يتفقه أكثر أو يناظر حول المذهب الإباضي فله أن يجلس لفضيلة الشيخ أحمد الخليلي مفتي الإباضية، وله أن ينزل ضيفا عزيزا في ديارنا ..أما التشكيك في مذهبنا وسيرتنا، فذاك ينطبق عليه قوله تعالى: ”وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”.