التعريف بالكتاب: كان كتاب قاسم أمين ”1863- 1908م” ”تحرير المرأة - 1899” أول كتاب أثار زوبعة، أومعركة فكرية واجتماعية في الثقافة والمجتمع العربيين الحديثين، مما دفع مجموعة من الكتّاب إلى الردّ عليه أهمهم: واستدل على ذلك (نقده للتحجب بمعنى قصر المرأة في البيت وحصرها عن مخالطة الرجال) بذكر الواقعة الآتية: بعث سلمة بن قيس برجل من قومه يخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بواقعة حربية فلمَّا وصل ذلك الرجل إلى بيت عمر رضي الله عنه قال: ”فاستأذنت وسلمت فأَذن لي فدخلت عليه فإذا هو جالس على مسح متكئ على وسادتين من أرم محشوتين ليفًا فنبذ إليَّ بإحداهما فجلست عليها و إذا به في صفةَّ بيت عليها ستير فقال:”يا أُم كلثوم غداءنا”فأخرجت إليه خبزة بزيت في عرضها ملح يدق. فقال:”يا أم كلثوم ألا تخرجين إلينا تأكلين معنا من هذا؟”قالت:”إني أسمع عندك حسَّ رجل”قال:”نعم ولا أراه من أهل البلد”. قال فذلك حين عرفت أنه لم يعرفني قالت:”لو أردت أن أخرج لكسوتني كما كسى طلحة امرأته”، قال:”أو ما يكفيك أن يقَال أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وامرأة أمير المؤمنين عمر” فقال ”كلْ فلو كانت راضية لأطعمتك أطيب من هذا”. (تاريخ الطبري). وفضلا عن كون الشرع لا يوجب ذلك الحجاب، فإنه مجرد عن الفائدة بل فيه مضرَّات شتى نأتي على بيانها في المبحث الآتي: 2 - الجهة الاجتماعية: إننا نطلب تخفيف الحجاب، وردَّه إلى أحكام الشريعة الإسلامية لا لأننا نميل إلى تقليد الأمم الغربية في جميع أطوارها وعوائدها لمجرد التقليد، أو للتعلُّق بالجديد لأنه جديد؛ فإننا نتمسَّك بعوائدنا الإسلامية ونحترمها، ونرى أننا مزاج الأمَّة التي تتماسك بها أعضاؤها، ولسنا ممَن ينظر إليها نظره إلى الملابس يخلع ثوباً كل يوم ليلبس غيره. وإنما نطلب ذلك؛ لأننا نعتقد أن لرد الحجاب إلى أصله الشرعي مدخلا عظيما في حياتنا المعاشية. لسنا في مقام استحسان أمر و استقباح آخر لما فيه من موافقة الذوق أو منافرته، وإنما نحن بصدد ما به قوام حياة المرأة أو به قوام حياتنا.. يتبع