قال سامي رحماني، عضو حالي بالفرقة الموسيقية ”ديوان البهجة” ومغني سابق في فرقة ”ناس ڤناوي”، بأنّ هناك هجرة جماعية اليوم لشباب وفنانين في مختلف الطبوع إلى طابع الڤناوي الذي أضحى على حد تعبيره يحتل مكانة أساسية في الساحة الفنية الجزائرية، كما يسير ببطء نحو تكسير جدار العالمية، دون أن يخفي عشقه الكبير لهذا الفن النابع من القارة السمراء، وحديثه عن بداياته الأولى في فرقة ”ناس الڤناوي” ونقاط أخرى يقول عنها في حوار ل”الفجر” في كلمة وجيزة هل لك أن تقدم نفسك للجمهور ؟ سامي رحماني، شاب من العاصمة فنان في بداية المشوار في طابع الڤناوي الذي أعشقه كثيرا وأسعى لإثبات وجودي وتطوير هذا الفن والذهاب من خلاله بعيدا. بداية تواجدك ضمن فضاء ألف نيوز ونيوز لا سيما سهرة اليوم التي تؤديها فرقة موسيقية في الڤناوي، يشير إلى أنك من واحد من المدعوين لإحياء سهراته؟ هذا صحيح تواجدي هنا ضمن هذا الفضاء الثقافي والفني يعني أنني بالدرجة الأولى مولع بفن الڤناوي وحضوري هنا لا يعني هذا فحسب بل يحفزني لأن أتطلع إلى غد أفضل في هذا اللون الفني الجميل الذي اعشقه حتى النخاع منذ كنت صغيرا، كما أنني احضر سهرة اليوم لأن أعضاء فرقة نجوم الديوان التابعة لسيدي بلعباس هم أصدقائي ومن واجبي الوقوف إلى جانهم كما أن احتكاكي بهم يلهمني تجربة أخرى منهم. هل لديك فرقة موسيقية أم أنك تهوى فقط هذا الطابع الغناوي؟ بطبيعة الحال كانت لدي فرقة سابقة، كما أتواجد حاليا كعضو في فرقة ديوان ”البهجة”، التي تميل إلى توجهها الموسيقي التقليدي الذي تمارسه والعادي البسيط القائم على التراث والتقاليد والعادات الجزائرية. بالإضافة إلى أن الديوان الذي نشتغل عليه يقوم أساسا على التراث، فقط استطيع القول بأنني مولع بهذا الفن منذ أن كنت صغيرا واليوم نحن نتعلم كل يوم شيئا أخر وشيئا فشيئا سنقدم وجها طيبا لموسيقى الڤناوي في العالم العربي والعالم بصفة أجمع. قلت بأنّه كانت لديك فرقة موسيقية من قبل، لماذا غادرتها وكيف التحقت بفرقة ”ديوان البهجة” ؟ في السابق كان لدي فرقتي الخاصة واسمها ”ڤناوي خير” تنتهج الطابع التقليدي كذلك، لم تستمر مسيرتي فيها لأسباب مادية وظروف أخرى، بينما التحقت بديوان البهجة منذ فترة ليست طويلة، حيث أتواجد اليوم كمتربص بها إلى جانب أعضاء آخرين، حتى نتعلم فنون ومهارات الڤناوي الجميلة، كما أقوم باللعب على آلات ”القراقب”، قبل أن أحظى بفرصة لمداعبة آلة ”القمبري” أو الطبل الذي يكون محطتي القادمة من هذا التربص. هل لك أن تقدم لنا صورة واضحة عن فرقتك الأولى ”ناس الڤناوي” التي غادرتها؟ أجل، الفرقة تأسست سنة 2009، على أيدي شباب من تيبازة يحب فن الڤناوي وأنا من العاصمة، كنّا نقوم بتدريبات وتمارين مع بعضنا البعض، حيث سنحت لنا الفرصة وسجلنا مشاركات فنية تبقى راسخة في الأذهان أبرزها مشاركتنا في مهرجان موسيقى الديوان الذي احتضنته مدينة بشار قبل أيام قليلة فقط وبالرغم من أننا لم نحتل المراتب الأولى غير أن التجربة تعد مفيدة بالنسبة لنا كأعضاء وكفرقة وعلى جميع الأصعدة نتيجة الاحتكاك وتبادل المعارف مع باقي الفنانين في هذا اللون الموسيقي لا سيما الذين لديهم الخبرة ويتمتعون بالموهبة والتجربة الطويلة في الميدان. إلى جانب حضورنا في مهرجان الفنون التشكيلية الذي جرى بتيازة، بعد أنّ تم استدعائنا لإقامة حفلات سهرات هذا المهرجان، واذكر انه لاقينا استقبال وإعجاب كبير من طرف الجمهور. بناء على تجربتكم المتواضعة في موسيقى الديوان أو الڤناوي، على ماذا تقوم وترتكز موسيقى الڤناوي خصوصا بعد توجه أغلب الفنانين في الجزائر إلى ممارسة هذا اللون الفني أو توظيفه على الأقل في طبوع أخرى ك”الراي” و”الهيب هوب” و”الراب” وغيرها؟ موسيقى الديوان ترتكز على التقاليد والتراث وكل ما له علاقة بالتاريخ لأن الديوان هو في الأصل موسيقى عرفتها وانتشرت بكل من بعض البلدان الإفريقية على غرار السودان، غينيا وكينيا والنيجر ومالي وبالتالي فإن اكتشافها كان نتيجة العبيد الذين كانوا يصدرون أصواتا وصرخات بعد أن توضع الأغلال قي أياديهم ونتيجة الألم تصدر أصوات وهذه الأخيرة أخذت تتطور شيئا فشيئا إلى أن أصبحت موسيقى الديوان التي تعرف اليوم أو ما يسميها البعض الڤناوي، وأشير كذلك إلى أن جملة من الآلات الموسيقية ك”القراقب” اكتشفت من طرفهم وتستعمل في وقتنا الراهن آلة القمبري والطبل. برأيك كيف تقرأ مكانة موسيقى الديوان بين باقي أنواع الموسيقى الأخرى في الجزائر أو بالأحرى هل تمكنت من أن تجد لها مكانة بين هذا الزخم الموسيقي الكبير الذي تسيطر عليه بعض الأسماء والفرق؟ لا يمكن أن أخفي ذلك فموسيقى الديوان والڤناوي بصفة عامة تحتل اليوم وتسيطر على الساحة الموسيقية الجزائرية من خلال بروز عديد الفرق الموسيقية والفنانين الذين بات صيتهم يسمع في عديد الأماكن بالعالم، ناهيك عن شغف الجمهور بها وانتشارها بين أوساط الشباب بشكل كبير يدل على الحب المتزايد يوما بعد يوما لهؤلاء بهذا النوع الموسيقي الذي بات عالميا يزاحم أشهر الأنواع الموسيقية الأخرى في العالم ككل. حيث يأخذ نسبة مهمة من اهتمام الشباب الجزائري الذي بدأ يتخلى عن أنواع الموسيقى الأخرى ويتوجه إلى الڤناوي، وهو نفس الشيء بالنسبة لبعض الفنانين الدين مالوا إلى الڤناوي وهجروا فنهم مجال اشتغالهم السابق. ما هي أهم فرق موسيقى ”الڤناوي” التي استطاعت أن تخرجه الڤناوي من الجزائر إلى خارج الحدود بعد أن استمدته من قلب القارة السمراء؟ تجب الإشارة إلى أن موسيقى الديوان والڤناوي ترتبط بالقارة السمراء وأدغال إفريقيا وهي ليست من الجزائر كما يقول البعض، فكلمة ڤناوي مشتقة من غينيا والديوان مأخوذة من السودان وارتبطت في الماضي بالعبيد في السودان، لتكتشف على مر العصور عن طريق ثلة من المعلمين سواء في الجزار أو في المغرب أو غيرها. أمّا عن الفرق البارزة في هذا اللون والتي رتكت بصمة نجد ”فرقة الداية” للحاج عيسى رحمه الله، و”ڤناوي البليدة”، ”نجوم الديوان” لسيدي بلعباس، ”حنا مسلمين” فرقة من عين الصفراء، ”ديوان الواحة” لبشار، دون أن أنسى الفرقة المميزة والمعروفة ” الفردة”، فرقة ”السد” وغيرها من المجموعات التي استطاعت إخراج هذا الفن من الجزائر إلى العالم والدليل وجود عديد الفرق التي تنشط بأوربا وبالضبط في فرنسا. أكيد يومياتك في رمضان تختلف عن باقي أيام السنة، ترى ما هو الوجه الأخر لسامي رحماني في شهر الخير وكيف يقضي يومياته؟ لا شك في ذلك، بالنسبة ليومياتي في الشهر الفضيل فتكون منوعة مقسمة بين عدة نشاطات فالحمد لله تكون بي الكشافة وزيارة الأطفال المرضى بالمستشفيات ونقدم لهم يد المساعدة ونزرع في وجوهم الفرحة وعلى شفاههم البسمة، والثالثة هو أنني أحن في بعض الأوقات إلى آلة ”القمبري”. هل يحضر سامي رحماني لمشاريع فنية معينة؟ أحضر مع أعضاء الفرقة لطلاق الألبوم الأول الذي سينزل إلى السوق بعنوان” أحباب الديوان”، سيكون ذلك في ال2 من جانفي 2014، يضم مجموعة من ”لبراج” كما تسمى في الڤناوي، بينما مشاركاتي خارج الوطن فسحي سهرة فنية بالمغرب يوم 20 أوت المقبل في إطار مهرجان الفنون والشباب.