كيري يفصل في تذبذب الموقف الأمريكي رفض مؤيدو الرئيس المصري المعزول محمد مرسي دعوة وزارة الداخلية لفض اعتصاماتهم في الميادين خاصة ميداني رابعة العدوية والنهضة، مصرّين على التمسك بمطلب عودة مرسي إلى سدة الحكم، فيما شددت وزارة الداخلية لهجتها وطالبت بإخلاء الشوارع حرصا على سلامة الجميع قبل بدء الجيش حملة تطهير واسعة للميادين، يحدث ذلك في الوقت الذي وضع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري حدا لكل التكهنات بشأن الموقف الأمريكي المتذبذب اتجاه الخطوة التي أقدم عليها الجيش يوم الثالث جويلية الماضي والتي ركنت مرسي على الهامش. خرج أنصار مرسي أمس في مليونية جديدة تضاف إلى سلسلة المليونيات التي ينظمها الإخوان منذ الإطاحة برئيسهم ضاربين بدعوات كل من الحكومة، الداخلية والجيش عرض الحائط، ويرفع المحتجون تحدياتهم في وجه الجيش والحكومة، متسلحين باستعداداتهم للأسوأ حسب الشعارات التي يرفعونها والخطب التي يتناوبون عليها من على منصات الميادين، حيث توجه الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان في مسيرة مفاجئة إلى مقر مديرية أمن الإسكندرية انطلقت من أمام مسجد حاتم بمنطقة سموحة بالقرب من المديرية، تلبية لدعوة الإخوان لمسيرة حاشدة أمس تنطلق من خمس مناطق رئيسية بالمحافظة لتتجمع بمنطقة سموحة، مؤكدين على سلمية مظاهراتهم وأنها تتوجه لمديرية الأمن احتجاجا على إعلان وزارة الداخلية اعتزامها فض اعتصام رابعة العدوية، معتبرين أنه ليس من حق الدولة فض الاعتصامات السلمية بالقوة، ويقول الإخوان أنهم مستعدون للموت من أجل الشرعية ويستعدون لمواجهة أي تدخل محتمل لعناصر الأمن، حيث جهز أنصار مرسي منطقة رابعة العدوية وقاموا بتنظيفها لتسهيل حركة سيارات الإسعاف، ووضعت أكياس من الرمال في أنحاء المنطقة لاستخدامها في إخماد عبوات الغاز المسيل للدموع، بالإضافة إلى تسلحهم بأكوام من الحجارة لاستعمالها في التصدي لأي هجوم. الداخلية تشّدد لهجتها وتدعو المعتصمين للعودة كما يتشبث الإخوان بالالتفاف حول المطلب ذاته ومتعهدين بعدم ترك الميادين إلا في حالة واحدة هي عودة محمد مرسي إلى الحكم، وهو الشرط الذي يرفضه الجيش والسلطة الحاكمة في البلاد رافضين العودة إلى الوراء معتبرين فترة حكم الإخوان صفحة من تاريخ مصر أُجبر الجيش على طيّها الشهر الفارط، وأمام إصرار الإخوان تواصل وزارة الداخلية المصرية دعواتها المتكررة لفض الاعتصام وإخلاء الميادين من تجمعات الإخوان المرابطين في الشوارع منذ الثامن والعشرين جوان الماضي، وطالبت الوزارة مؤيدي الرئيس المعزول مغادرة مواقع اعتصامهم بالقاهرة والعودة إلى منازلهم، وجاءت دعوة الداخلية أول أمس بعد يوم من تلقي توجيهات من الحكومة المدعومة من الجيش بفض الاعتصامات والعودة إلى مظاهر الحياة العادية، كما تعهدت الداخلية بخروج آمن وحماية شاملة لكل من يستجيب لهذه الدعوة وينحاز إلى استقرار الوطن وسلامته، وطالبت وزارة الداخلية المتواجدين بميداني رابعة العدوية والنهضة بضرورة الاحتكام إلى العقل وتغليب مصلحة الوطن والانصياع للصالح العام والإسراع في إخلاء الميادين حرصا على سلامة الجميع، دون تحديد موعد إخلاء مواقع الاعتصام. كيري يفصل في موقف واشنطن من الأزمة المصرية على صعيد آخر جاء رد فعل الولاياتالمتحدةالأمريكية من عزل الرئيس مرسي متأخرا نوعا ما لكنه كان حاسما وقطع الطريق أمام الإخوان في العودة إلى الحكم بوصف تدخل الجيش المصري بالخطوة السليمة التي تحركت من خلالها وحداته لاستعادة الديمقراطية في البلاد بعزل محمد مرسي، معترفا أن الجيش لم يستول على السلطة، لتطوى بذلك لائحة المصالح التي كانت تربط واشنطن بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، ويعد تصريح كيري أوضح موقف تتبناه أمريكا منذ الإطاحة بمرسي بعد تجنبها على مدى أسابيع الخوض بشكل دقيق في تفاصيل الأزمة المصرية مكتفية بالتنديد بالعنف، وتحاشت واشنطن وصف خطوة الجيش بالانقلاب العسكري ما كان سيكلف قطع المساعدات الأمريكية لمصر والبالغة حوالي 1.5 مليار دولار سنويا يوجه النصيب الأكبر منها إلى المؤسسة العسكرية، إلا أن الوضع في مصر يبقى غير مستقر والترقب قائم في انتظار تطورات المشهد العام الذي سيفصل فيه قرار تدخل الجيش لفض اعتصام الإخوان وإخلاء الميادين من المحتجّين، حيث أكدت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر أمنية بأن الأجهزة الأمنية بدأت تحصر أسماء المطلوبين من قبل النيابة العامة داخل اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة وكميات الأسلحة داخل الميدانين استعدادًا لفضهما بناءً على طلب مجلس الوزراء، وأشارت إلى أن القوات تدرس سيناريوهات عمليات الإخلاء، ومن المقرر أن يتم محاصرة المعتصمين والسماح بالخروج الفردي للأشخاص لضبط المطلوبين.