تترقب، مصر، الجمعة، مليونية جديدة دعا إليها "التحالف الوطني لدعم الشرعية" تحت مسمى "مصر ضد الانقلاب"، رغم دعوات وزارة الداخلية لأنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، لفض اعتصامي "رابعة العدوية" و"ميدان النهضة." وأعلن التحالف، في بيان، عن 33 مسيرة تنطلق من مختلف المساجد عقب صلاة الجمعة، كما دعوا "كل الأحرار حول العالم للخروج إلى الشوارع دعماً لمسيرتهم. وتأتي الدعوة لمليونية جديدة عقب إعلان وزارة الداخلية المصرية، الخميس، إنها بدأت في اتخاذ "جميع الإجراءات اللازمة" تجاه الاعتصامات في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وناشدت المعتصمين الإسراع بالمغادرة، متعهدة بتوفير الحماية لهم و"الخروج الآمن". وكانت وزارة الداخلية المصرية قد دعت يوم الخميس مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي لمغادرة مواقع اعتصامهم بالقاهرة وذلك بعد يوم من تلقي توجيهات من الحكومة المدعومة من الجيش بفض الاعتصامات في حين قالت الولاياتالمتحدة ان الجيش تحرك "لاستعادة الديمقراطية" حين عزل مرسي. وفي بيان تلي على شاشات التلفزيون تعهدت الداخلية "بخروج آمن وحماية كاملة لكل من يستجيب إلى هذه الدعوة انحيازا إلى استقرار الوطن وسلامته". وجاء في البيان الذي تلاه المتحدث باسم وزارة الداخلية هاني عبد اللطيف أن الوزارة "تدعو المتواجدين بميداني رابعة العدوية والنهضة للاحتكام إلى العقل وتغليب مصلحة الوطن والانصياع للصالح العام وسرعة الإنصراف منهما وإخلائهما حرصا على سلامة الكافة." وقال لرويترز إنه لم يتحدد موعد لإخلاء مواقع الاعتصام. وذكرت محطة الحياة التلفزيونية ان مبعوث الاتحاد الأوروبي برناردينو ليون الذي يزور مصر لمحاولة نزع فتيل التوترات السياسية قال ان الاتحاد لن يقبل بسهولة استخدام العنف لتفريق المحتجين وان مثل هذا الإجراء سيتعين تفسيره للمجتمع الدولي. ونقلت عنه قوله انه ينبغي بذل جهود للوصول إلى حل سياسي من خلال التواصل مع المعتدلين في الجانبين. وظل المحتجون على تحديهم يوم الخميس واستعدوا للأسوأ. وفي موقع الاعتصام في منطقة رابعة العدوية تم تنظيف الأرض لتسهيل حركة سيارات الإسعاف. ووضعت أكياس من الرمال في أنحاء منطقة الاعتصام لاستخدامها في إخماد عبوات الغاز المسيل للدموع. وخلف حاجز من الطوب وأكياس الرمال وضعت أكوام من الحجارة لاستخدامها في التصدي لأي هجوم. وقال محمد صقر الناشط الاخواني الذي يحرس احد مداخل الاعتصام الواسع الذي يتركز حول مسجد رابعة العدوية بحي مدينة نصر في شمال شرق القاهرة "نحن مستعدون. مستعدون للموت من اجل الشرعية. الهجوم قد يحدث في اي لحظة." ومصر حاليا أكثر استقطابا منها في اي وقت منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في 2011. وأصبح مرسي أول رئيس منتخب بشكل حر في يونيو حزيران 2012 لكنه واجه معارضة بسبب عجزه عن التصدي للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية. وتتضمن خطة الحكومة المؤقتة إجراء انتخابات برلمانية خلال نحو ستة اشهر تتبعها انتخابات رئاسية. وتقول جماعة الاخوان المسلمين ان الجيش قام بانقلاب عسكري ضد الرئيس الشرعي المنتخب ولا تريد المشاركة في هذه الخطة. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الخميس إن الجيش المصري كان "يستعيد الديمقراطية" عندما عزل مرسي. وقال كيري لتلفزيون جيو الباكستاني خلال زيارة لباكستان "طلب الملايين والملايين من الشعب من الجيش أن يتدخل .. كلهم كانوا يخشون الانزلاق إلى الفوضى والعنف." وأضاف قائلا "الجيش لم يستول على السلطة وفقا لأفضل تقييم لنا حتى الآن." ويعتبر هذا اوضح تصريح من مسؤول أمريكي كبير لوصف تحرك الجيش في مصر بعدما سارت واشنطن على مدى اسابيع على خط دقيق وتحاشت وصف الامر بأنه انقلاب عسكري وهو ما كان يمكن أن يؤدي إلى قطع المساعدات الأمريكية لمصر والبالغة حوالي 1.5 مليار دولار سنويا يذهب اغلبها للجيش.